قتل 45 فلسطينيا وأصيب 249 آخرين، مساء الأحد، في غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت منزلين ومخيما يكتظ بأكثر من 100 ألف نازح فلسطين شمالي غرب مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وأوضحت وزارة الصحة في قطاع غزة أن 23 من قتلى المجزرة هم من النساء والأطفال وكبار السن.
ويقع المخيم ضمن مناطق حددها جيش الاحتلال الإسرائيلي مسبقا على أنها آمنة، ودعا النازحين إلى التوجه إليها، ولم يصدر أي بيانات أو تحذيرات للنازحين وسكان المنطقة لإخلائها.
وتأتي المجزرة بعد يومين من قرار محكمة العدل الدولية إيقاف الهجوم العسكري الإسرائيلي في رفح فورا.
ويقع المخيم الذي قصفته إسرائيل في منطقة تل السلطان شمال غربي رفح ويضم مئات الخيام والكرفانات التي تؤوي أكثر من 100 ألف فلسطيني نزحوا من مختلف مناطق القطاع.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن 30 قتيلاً وعشرات الجرحى الحصيلة الأولية لمجزرة الاحتلال الإسرائيلي بمخيم النازحين غربي مدينة رفح.
وتابع المكتب، في بيان، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مخيم النازحين بأكثر من 7 صواريخ وقنابل عملاقة تزن الواحدة منها أكثر من 2000 رطل من المتفجرات.
وأضاف أن “جيش الاحتلال سبق وحدد المخيم الذي قصفه برفح ضمن المناطق الآمنة ودعا النازحين للتوجه إليها”.
واعتبر “الإعلامي الحكومي” بغزة، أن “المجزرة في رفح رسالة واضحة من الاحتلال للمحكمة الدولية والمجتمع الدولي مفادها بأن المحرقة ضد المدنيين بغزة مستمرة”.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف خلال الـ24 ساعة الماضية 10 مراكز نزوح في أنحاء القطاع، ما أسفر عن 190 قتيلا وجريحا.
وبعد المجزرة الإسرائيلية في مخيم النازحين غربي رفح، قصفت طائرات الاحتلال منزلين في المدينة ما أسفر عن سقوط 5 قتلى وعدد من الجرحى ليترفع إجمالي ضحايا القصف الإسرائيلي على المدينة خلال مساء الأحد، إلى 35 قتيلا وعشرات الجرحى، حسب مصادر طبية فلسطينية.
من جانبه، قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بغزة، في بيان، إن طواقمه نقلت أكثر من 50 شخصا بين قتيل وجريح جراء القصف الإسرائيلي لمخيم النازحين غربي رفح.
وأشار إلى أن المنطقة التي استهدفها الاحتلال الإسرائيلي شمال غربي رفح يوجد بها 100 ألف نازح.
كما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، إن “مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح تعاملت مع تدفق من الجرحى بحاجة لتلقي العلاج جراء تعرضهم لإصابات وحروق شديدة”.
وأضافت اللجنة الدولية، أنه “تردنا معلومات أن مشافي أخرى بالمدينة اكتظت بالمصابين في نفس الوقت”.
وفي السياق نفسه، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن طواقمه نقلت عددا كبيرا من القتلى والإصابات عقب الاستهداف الإسرائيلي لخيام النازحين الواقع قرب مقر الأمم المتحدة شمال غربي رفح.
فيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، في بيان آخر، بأن طواقم الإسعافات تقف حائرة أمام نقل القتلى والجرحى نتيجة عدم وجود مستشفى في رفح يتسع لهذه الأعداد من الضحايا.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي غاراته العنيفة على رفح رغم إصدار محكمة العدل الدولية، الجمعة، تدابير مؤقتة جديدة تطالبه بأن “يوقف فورا هجومه على رفح”، وأن “يحافظ على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات لغزة”، وأن “يقدم تقريرا للمحكمة خلال شهر عن الخطوات التي اتخذتها” بهذا الصدد.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وخلّفت أوضاعا إنسانية وصحية كارثية، جراء القصف المتواصل ومنع إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.