في مجزرة مروعة جديدة؛ أقدم جيش الاحتلال على قتل أكثر من 71 فلسطينيا وإصابة أكثر من 289 آخرين، بينهم حالات خطيرة، إثر قصفه منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، والتي صنفها ضمن “المناطق الإنسانية الموسعة”.
وقالت وزارة الصحة بقطاع غزة في بيان، إن أكثر من 70 قتيلاً، وأكثر من 289 جريحاً، بينهم حالات خطيرة، وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي في محافظة خان يونس، جراء المجزرة الإسرائيلية في منطقة المواصي.
وأوضحت أن “الطواقم الطبية ما زالت تتعامل مع هذه الحالات حتى اللحظة”.
بدوره؛ لفت المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إلى عدم وجود “مستشفيات تستطيع استقبال هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، وبالتزامن مع تدمير الاحتلال للمنظومة الصحية في قطاع غزة”.
ويتكدس في هذه المنطقة المستهدفة الآلاف من النازحين الفلسطينيين. وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش مخيمات النزوح في منطقة المواصي، التي صنفها بـ”المناطق الإنسانية الموسعة”، والتي تعد آمنة وفق توصيفات سابقة له، فقد سبق وأن استهدفها جيش الاحتلال خيام النازحين في المنطقة ذاتها لمرتين خلال أقل من شهر، الأولى نهاية مايو/ أيار الماضي، والثانية في 21 يونيو/ حزيران الماضي ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وعلى مدار أشهر الحرب، دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو تجميع نازحين من شمال غزة وجنوبها إلى منطقة المواصي على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كلم وبعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالا، مرورا بمحافظة خان يونس جنوبي القطاع وحتى رفح.
وتعد المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية.
وفي هذه المنطقة الجغرافية الصغيرة، يعيش النازحون وضعا مأساويا ونقصا كبيرا في الموارد الأساسية، مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وأوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.
ومع بداية الحرب؛ قطع الاحتلال عن سكان القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.