أرسل ثلاثون طبيبًا وعاملًا في المجال الطبي بريطانيين أو مقيمين في المملكة المتحدة رسالة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر طالبوه فيها بوقف الدعم العسكري لإسرائيل فورًا وإنهاء تجارة الأسلحة معها. الأطباء اعتمدوا في رسالتهم على شهاداتهم المباشرة على الأوضاع الكارثية في غزة كونهم كانوا ضمن الفرق الطبية التي سافرت إلى غزة على مدار الأشهر العشر الماضية منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ووصف الموقعون، الذين يضمون استشاريين وجراحين وأخصائيين، تجاربهم المروعة في العمل في مستشفيات غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. ووصفوا الدمار الشامل الناجم عن الهجمات العسكرية الإسرائيلية، والتي أدت إلى انهيار شبه كامل للبنية التحتية للرعاية الصحية في غزة.
وأكد الأطباء أن “إسرائيل استهدفت بشكل مباشر ودمرت عمدًا نظام الرعاية الصحية بأكمله في غزة”، مما تسبب في تحويل حياة المدنيين إلى جحيم.
كما سرد الأطباء بالتفصيل وفق ما شاهدوه بأنفسهم “التصعيد العسكري للكارثة في غزة”، والذي أدى إلى “تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة”، وتسبب في عدد ضخم من الوفيات لم يشاهدوه من قبل.
وحول الخسائر البشرية، قال الأطباء إنه بالرغم من أن وزارة الصحة تقول بأن الحرب تسببت حتى الآن في مقتل 40 ألف شخصًا على الأقل، فإن العدد الفعلي قد يكون أعلى من ذلك بكثير، مستشهدين بتقرير في مجلة “لانسيت” يقدر الرقم بنحو 186 ألف شخص عند تضمين الوفيات غير المسجلة بسبب سوء التغذية والمرض وعوامل أخرى تفاقمت بسبب الحرب.
كما أفاد الأطباء أن كل طفل تقريبًا دون سن الخامسة في غزة يعاني من سوء التغذية الشديد وعدد من الأمراض بسبب الحرب، مثل اليرقان والتهاب الكبد الوبائي أ وأمراض الجهاز التنفسي. وروى الأطباء كيف أُجبروا على استخدام المستلزمات المنزلية، مثل الخل، كمطهرات بسبب نقص الموارد الطبية، كما وصفوا الظروف المروعة التي تلد فيها النساء الحوامل، والتي تتم غالبًا دون مسكنات للألم أو رعاية طبية كافية.
وشدد الأطباء في الرسالة “نحن لا نتحرك وفق أي أجندة سياسية، بل بناء على واجبنا في رعاية أولئك الذين يعانون… لا يمكننا أن نلتزم الصمت إزاء ما رأيناه في غزة”.
كما حث الأطباء الحكومة البريطانية على فرض حظر الأسلحة على إسرائيل وفتح جميع المعابر البرية المؤدية إلى غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية دون قيود. وطالبوا باعتماد آليات دولية لضمان الفحص السليم للمساعدات واستعادة القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية في المنطقة.
واختتم الأطباء رسالتهم بمناشدة قوية لرئيس الوزراء ووزير الخارجية ديفيد لامي: “أنهوا الآن دورنا في هذه الظروف الوحشية التي لا يمكن تصورها”.