تتوالى الشهادات عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والتي ازدادت قساوتها بعد 7 أكتوبر 2023.
وكشفت هيئة حكومية فلسطينية، عن شهادات صعبة لعدد من الأسرى في سجن النقب الإسرائيلي، عقب تمكن عدد من محاميها من زيارتهم مؤخرا.
ووصفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان، سجن النقب بأنه “مقبرة الأحياء”، مضيفة أن إدارة السـجون الإسرائيلية “تنتهج سياسة انتقام وتضييقات خانقة بحق الأسرى (…) وتتعمد قمع الأسرى وتعذيبهم وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة”.
ولفتت الهيئة إلى تعرض “الكثير من الأسرى لإصابات خطرة، كما ظهرت بين صفوفهم أمراض معدية، أهمها مرض سكايبوس (الجَرب)، إلى جانب فقدان معظمهم لأوزانهم بشكل حاد”.
وأشارت إلى شعور الأسرى “الدائم بالهزال بسبب تجويعهم وتعمد إهانتهم وإذلالهم، بالإضافة إلى الإهمال الطبي، إذ لم يستثن الأسرى المرضى من التعذيب والحرمان من العلاج والأدوية”.
ونقلت الهيئة عن الأسير قصي هصيص (20 عاما) المعتقل منذ 4 نوفمبر/تشرين ثان 2023 قوله لمحامي الهيئة إنه “يعاني من مرض سكايبوس، ووضعه الصحي صعب جدا”، مضيفا أنه طالب إدارة السجن عشرات المرات بالعلاج دون جدوى.
وبين الأسير أنه نتيجة لهذه الأعراض لا يستطع النوم لأيام متواصلة، مشيرا إلى أن 10 من الأسرى الموجودين معه في الغرفة ذاتها يعانون من المرض نفسه، “منهم من يسيل الدم والقيح منه باستمرار”.
من جانبه؛ قال الأسير أيمن محمود عطشان ( 29 عاما) من بلدة عارورة قضاء رام الله، وهو معتقل منذ الأول من نوفمبر 2023، إنه يشتكي “من آلام بسبب كسور في أضلاعه نتيجة الضرب المبرح، ولا يستطيع التحرك أو القيام من فراشه إلا بمساعدة الاخرين”.
أما الأسير مجاهد أبو العز (30 عاما)، وهو من مخيم جنين ومعتقل منذ 12 ديسمبر/كانون أول، فقال إنه يعاني من مرض سكايبوس.
بدوره؛ قال الأسير جلال هلال شخشير( 31 عاما ) من نابلس لمحاميه إنه مصاب بجروح في رأسه جراء الاعتداء عليه من قبل ما تسمى قوات السجون المسماة “الكيتر”، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية والنفسية، مضيفا أن ذلك أثر على تركيزه، وأنه بحاجة لمتابعة طبية، فيما تتجاهل إدارة السجن حالته.
وبالتوامن مع حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، يمارس سجانوه اعتداءات على الأسرى بالضرب العشوائي بالهروات، وإلقاء الشتائم الجنسية بحقهم، وإجبارهم على التبول على أحد السجناء، عدا عن الصفعات واللكمات أثناء نقلهم بين المهاجع المختلفة، وإجبارهم على تقبيل العلم الإسرائيلي، وضرب من يرفض القيام بذلك.
وتزايدت حالات الوفاة بين الأسرى جراء تصعيد السلطات لانتهاكاتها بحقهم، فيما أثبتت تقارير طبية تعرضهم بعضهم لعنف شديد، وتعرضهم آخرين لإهمال طبي متعمد.
إضافة إلى ذلك؛ تعمدت إدارة سجون الاحتلال إحداث تدهور في مستوى الخدمات الطبية التي يتلقاها الأسرى الفلسطينيون، حيث حُرموا من الحصول على العلاج الطبي داخل عيادات السجون، وتم إلغاء إمكانية الخروج لتلقي العلاجات الطبية في المستشفيات، وعدم انتظام تقديم العلاج الدوائي، وعدم الفحص والمتابعة الطبية من قبل أطباء السجن.
وتستدعي الاعتقالات والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال ضد الأسرى؛ ضغط المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية على سلطات الاحتلال الإسرائيلي؛ لضمان احترام حقوق الإنسان، ووضع حد لهذه الممارسات القمعية.