أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، فجر الثلاثاء، مقتل 40 فلسطينيا وإصابة 60 آخرين في المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد خيام نازحين في منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوب القطاع.
وبين أنه “في المنطقة المستهدفة أكثر من 200 خيمة وقد تضرر جراء القصف أكثر من 20 إلى 40 خيمة بشكل كامل”.
واحترقت الخيام التي طالها القصف، ودفنت بشكل كامل تحت الرمال نتيجة لشدة الغارات.
وقال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، إن “جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة وصادمة بحق النازحين في منطقة مواصي خان يونس يندى لها جبين البشرية”.
وأضاف الثوابتة في تصريحات إعلامية، أن أكثر من 40 قتيلاً و60 جريحاً وصلوا المستشفيات حتى الآن، إضافة إلى عشرات المفقودين الذين ما زالوا تحت الرمال.
ولفت إلى أن الطواقم الحكومية المختلفة تواصل عمليات انتشال القتلى، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الضحايا العالقين تحت الأنقاض.
وأكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي “كان على علم بأن هذه المنطقة تضم فقط نازحين، ومع ذلك استهدفهم بشكل مباشر في جريمة هدفها القتل فقط”.
وقال الثوابتة إن “الاحتلال يحاول تضليل الرأي العام من خلال نشر بيانات كاذبة تتحدث عن وجود غرف قيادة للمقاومة في هذه المناطق، وهي روايات ملفقة لا أساس لها من الصحة”.
وأشار إلى أن “هذه المجازر تأتي في ظل تدمير الاحتلال للمنظومة الصحية وإحراق المستشفيات”، مذكّرا بأن المنطقة التي استهدفها الاحتلال تصنف بأنها “إنسانية وآمنة” وفق الخرائط الإسرائيلية.
وتابع: “المنطقة المستهدفة تضم نحو 70 خيمة للنازحين ومعظم من كانوا فيها إما قُتلوا أو أصيبوا بالقصف”.
ويتكدس في هذه المنطقة المستهدفة الآلاف من النازحين الفلسطينيين. وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها جيش الاحتلال مخيمات النزوح في منطقة المواصي، التي صنفها بـ”المناطق الإنسانية الموسعة”، والتي تعد آمنة وفق توصيفات سابقة له، فقد سبق وأن استهدفها جيش الاحتلال خيام النازحين في المنطقة ذاتها عدة مرات، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
وعلى مدار أشهر الحرب؛ دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو تجميع نازحين من شمال غزة وجنوبها إلى منطقة المواصي على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كلم وبعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالا، مرورا بمحافظة خان يونس جنوبي القطاع وحتى رفح.
وتعد المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية.
وفي هذه المنطقة الجغرافية الصغيرة، يعيش النازحون وضعا مأساويا ونقصا كبيرا في الموارد الأساسية، مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وأوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.