يستهدف الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ390 على التوالي، كل شيء في القطاع، الحجر والشجر وكل حي يدب على الأرض، وكل إنسان، بغض النظر عن تخصصه أو مكانته الاجتماعية والعلمية.
وفي هذا السياق؛ أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، أن الاحتلال قتل 11.825 من طلبة المدارس والجامعات في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى أمس الثلاثاء، فيما أصيب 18.829.
وقالت الوزارة إن عدد القتلى من طلبة مدارس غزة تجاوز 11 ألفا و57، إضافة إلى أكثر من 16 ألفا و897 جريحا.
وأضافت أن عدد القتلى من طلبة جامعات غزة بلغ 681 إضافة إلى أكثر من 1468 جريحا.
أما في الضفة الغربية؛ فأفادت المعطيات بمقتل 79 وإصابة 464 واعتقال 232 من طلبة المدارس، ومقتل 35 وإصابة 130 واعتقال 218 من طلبة الجامعات.
وعن محصلة القتلى والجرحى في صفوف الكوادر التعليمية، لفتت الوزارة إلى مقتل 441 وإصابة 2491 من كوادر المدارس بغزة، ومقتل اثنين وإصابة 17 واعتقال 139 من مدارس الضفة، مضيفة أن 117 أكاديميا من كوادر الجامعات بغزة قتلوا أيضا.
وبخصوص الاعتداءات على المدارس والجامعات؛ ذكرت المعطيات أن 406 مدارس في قطاع غزة، بما فيها 65 مدرسة تابعة للأونروا، تعرضت لأضرار، منها 77 دمرت شكل كامل، في حين تعرضت 84 مدرسة بالضفة للتخريب.
كما تعرضت 20 من مؤسسات التعليم العالي في غزة لأضرار بالغة، وتم تدمير أكثر من 51 مبنى جامعيا بشكل كامل، و57 مبنى تابعا للجامعات بشكل جزئي، وفق ذات المعطيات.
ولفتت الوزارة إلى أن 88 ألفا من الطلبة في غزة محرومين من الذهاب إلى جامعاتهم، ونحو 700 ألف من الذهاب إلى مدارسهم.
ومع انطلاق شرارة الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، تم تعليق الدراسة في مدارس وجامعات القطاع؛ حفاظاً على حياة الطلبة في ظل القصف الإسرائيلي العنيف والمكثف.
ويُعد قتل وجرح الاحتلال آلاف الطلبة الفلسطينيين انتهاكاً صارخاً لاتفاقية حقوق الطفل التي تضمن حمايتهم في زمن النزاعات. كما أن التدمير الممنهج للمدارس والمؤسسات التعليمية يشكل انتهاكاً للحق في التعليم كما هو مكفول في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ويمثل التأثير النفسي والاجتماعي لهذه الأفعال على الطلبة، تدميراً للصحة العقلية والرفاهية، مما يعكس حجم المأساة التي يعيشها جيل كامل، ويحتم على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التدخل لوقف هذه الجرائم، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان حقوقهم في التعليم والصحة النفسية، بالإضافة إلى ضرورة محاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة، وخصوصا أن هذه الأفعال ترقى إلى جرائم حرب وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وتستلزم المساءلة الدولية لضمان عدم الإفلات من العقاب.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، جراء القصف المتواصل ومنع إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء.