يعيش الأطفال في غزة وضعاً إنسانياً كارثياً بسبب الحصار وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، والتي أدت إلى انهيار الخدمات الأساسية في القطاع.
ووفقاً لبيانات حديثة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فإن 2500 طفل في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل لإنقاذ حياتهم، ما يشير إلى أزمة طبية وإنسانية غير مسبوقة، حيث يشكل الأطفال الفئة الأكثر تضرراً من الظروف المأساوية في القطاع.
وتتعدد معاناة الأطفال في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، حيث تشير تقارير اليونيسف إلى أن 30% من أطفال غزة يعانون سوء التغذية الحاد، وهو ما يعكس انهياراً شاملاً في النظام الصحي وصعوبة الوصول إلى الغذاء بسبب الحصار المفروض منذ سنوات.
كما أدى نقص الأدوية والمعدات الطبية الأساسية إلى تفاقم معاناة الأطفال المصابين، خاصة أولئك الذين يعانون من إصابات بليغة نتيجة الهجمات العسكرية الأخيرة.
وتسببت حرب الإبادة في تدمير 95% من المدارس التي كانت تؤوي النازحين، ما حرم الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم والمأوى الآمن.
ويمثل هذا التدمير جزءاً من الانهيار الشامل للبنية التحتية في غزة، حيث لم تعد المرافق الصحية والتعليمية قادرة على تلبية احتياجات السكان، خاصة الفئات الأكثر هشاشة.
ولا تقتصر معاناة الأطفال في غزة على الأضرار الجسدية، بل تشمل أيضاً الصدمات النفسية التي تنجم عن فقدان الأسرة، وتعرضهم للدمار، وانعدام الأمان.
وتُظهر دراسات ميدانية أن الأطفال في المناطق التي تشهد صراعات مستمرة يواجهون معدلات مرتفعة من اضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب، مما يهدد مستقبلهم وقدرتهم على العيش بشكل طبيعي.
ويتناقض الوضع في غزة مع الالتزامات الدولية المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل، التي تضمن حق الأطفال في الحياة، والصحة، والتعليم، والحماية من العنف.
ومع ذلك؛ فإن الأطفال في غزة يُحرمون بشكل ممنهج من هذه الحقوق، ما يعكس فشلاً دولياً في حماية الفئات الأكثر ضعفاً في مناطق النزاعات.
أطفال غزة يواجهون مستقبلاً مظلماً ما لم يتم اتخاذ خطوات جادة لإنقاذهم من الأزمة الحالية، ويعد توفير الإجلاء الطبي، وإعادة بناء المدارس والمرافق الصحية، ورفع الحصار؛ خطوات أساسية لضمان حياة كريمة لهم.