على وقع القصف المتواصل وسياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي، نزح آلاف الفلسطينيين من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
هذا النزوح جاء بعد حصار مشدد استمر لأكثر من شهرين، حيث أجبرت الهجمات العنيفة والحصار القاتل السكان على ترك منازلهم والانتقال إلى مناطق أكثر أمانًا، رغم المخاطر التي تلاحقهم في طريقهم.
حصار وتجويع قسري
شهدت بيت لاهيا مأساة إنسانية متفاقمة، حيث تعرضت المناطق السكنية ومراكز الإيواء لقصف مكثف، أجبر الأهالي على النزوح.
تقول نغم البسيوني، إحدى النازحات، في تقرير نشرته وكالة “الأناضول”: “عشنا 60 يومًا من الجوع والخوف. الحصار كان شديدًا ولم نجد ما يكفي من الماء والطعام، ومع ذلك تمسكنا بالصمود، لكن القصف الأخير والحصار العسكري المباشر جعل استمرارنا مستحيلاً”.
ومع تصاعد القصف ؛ لجأ الأهالي إلى مجمع مدارس أبو تمام في بيت لاهيا كملاذ أخير. لكن قوات الاحتلال استهدفت هذا المجمع، وأجبرت النازحين على المغادرة عبر مكبرات صوت طائرات مسيّرة، مهددة باستخدام القوة.
تقول آمنة حسين، التي نزحت مع أطفالها: “الجيش اقتحم المدارس ليلاً وأجبرنا على الخروج تحت تهديد السلاح، فيما تم اعتقال رجالنا وإرسالهم للتحقيق، تاركين النساء والأطفال في حالة من الخوف والصدمة”.
اعتقال وترهيب منهجي
في طريق النزوح؛ تعرضت العائلات لاعتداءات جسدية ونفسية من قبل جنود الاحتلال.
تقول إيمان المصري: “اعتقلوا والدي وأشقائي الثلاثة، ولم نسمع عنهم أي أخبار منذ ساعات. الجنود شتمونا وأطلقوا النار في الهواء لترهيبنا، ثم سمحوا لنا بالمرور وسط ذل وإهانة”.
ويطالب النازحون بتحرك دولي عاجل لإنهاء هذه المأساة الإنسانية، وتعبر الغزية نغم البسيوني عن ذلك بقولها إن جيش الاحتلال “يتعمد إذلالنا وينتهك كل القوانين الدولية. يجب على المجتمع الدولي التدخل فورًا لوقف هذه الجرائم”.