يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهدافه الممنهج للمنشآت الصحية في قطاع غزة، ما يشكل تهديداً مباشراً على حياة المدنيين، وينتهك المبادئ الأساسية التي تحمي المرافق الطبية أثناء النزاعات.
وفي هذا السياق؛ أفادت مصادر طبية بأن مستشفى “كمال عدوان” في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة يعاني من أزمة كارثية بعد انقطاع إمدادات المياه والأكسجين الطبي والكهرباء منذ مساء السبت، نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل للمستشفى ومحيطه.
وأكد مصدر طبي من داخل المستشفى، أن الوضع داخل المستشفى صعب للغاية، حيث لا يمكن إجراء العمليات الجراحية بسبب انقطاع الأكسجين والمياه، ما يزيد من معاناة المرضى في ظل الحصار المفروض والظروف القاسية.
وأعلن مدير المستشفى، حسام أبو صفية، أن القصف الإسرائيلي أدى إلى إصابة كوادر طبية ومرضى وتدمير خزانات المياه والأكسجين والوقود، فضلاً عن إشعال النيران في مولدات الكهرباء.
وأشار إلى أن هذه الاعتداءات تعرّض حياة المئات من المرضى، بمن فيهم الأطفال والنساء، للخطر المباشر.
من جهته؛ قال مدير عام وزارة الصحة بغزة، منير البرش، إن القصف الذي استهدف المستشفى بشكل مباشر لمدة نصف ساعة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، مما أوقف الأجهزة الطبية الحيوية عن العمل وأدى إلى تفاقم الوضع الصحي الكارثي.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أصدرت بياناً الجمعة ناشدت فيه المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية للتحرك العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المرافق الصحية في القطاع، والتي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
ويشكل استمرار استهداف المستشفيات والمنشآت الصحية في قطاع غزة جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي الإنساني، ويفرض مسؤولية قانونية وأخلاقية على المجتمع الدولي للتدخل الفوري.
وتجدر الإشارة إلى أن الصمت على هذه الجرائم يعزز ثقافة الإفلات من العقاب ويعرض أرواح الآلاف من المدنيين للخطر، ما يستدعي تحركاً عاجلاً لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية في المناطق النزاعية.