تواصل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية تنفيذ عمليات أمنية مكثفة تستهدف المطلوبين للاحتلال الإسرائيلي ومعارضي سياساته.
وتشير الوقائع على الأرض إلى استخدام الأمن الفلسطيني القوة المفرطة في هذه العمليات، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، وخلق حالة من التوتر المتصاعد في المنطقة.
ففي الساعات الأولى من صباح اليوم السبت؛ نفّذت أجهزة أمن السلطة عملية اقتحام موسّعة لمخيم جنين من ثلاثة محاور رئيسية. وخلال هذه العملية؛ قُتل يزيد جعايصة، المطلوب للاحتلال منذ أكثر من أربع سنوات، بعد إصابته برصاص الأجهزة الأمنية.
وتخلل العملية انتشار قناصة الأمن الفلسطيني على أسطح المباني، وإطلاقهم النار بشكل مكثف على المنازل والمارة، ما أسفر عن إصابة أربعة مدنيين بينهم نساء وأطفال، من بينهم الفتى أحمد مرعي.
وشملت اعتداءات الأجهزة الأمنية سيارات الإسعاف ومحولات الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف السكان، عدا عن فرضها حصارا على المستشفيات بهدف منع علاج الجرحى أو اعتقالهم، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني داخل المخيم.
ومنذ أكتوبر 2023، تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية، حيث تشير الإحصاءات إلى مقتل 12 شخصاً على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية في عمليات مشابهة.
والقتلى الـ12 هم: رزان تركمان وفراس تركمان وأحمد هاشم عبيدي ومحمد عرسان وأحمد البالي وربحي الشلبي ويزيد جعايصة من جنين، ومحمود أبو لبن من رام الله، ومحمد صواطفة من طوباس، وأحمد أبو الفول ومحمد أحمد الخطيب ومعتصم العارف من طولكرم.
وتعكس الأحداث في جنين واقعاً خطيراً لانتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية، ما يُبرز الحاجة الملحة إلى تدخل دولي لوقف التصعيد وضمان حماية المدنيين، ويتطلب تصاعد التوتر وازدياد عدد الضحايا إجراءات فورية على المستويين المحلي والدولي لتحقيق العدالة ومنع تكرار هذه الانتهاكات.