في مأساة إنسانية جديدة؛ توفيت الرضيعة الفلسطينية عائشة عدنان القصاص فجر الجمعة، نتيجة البرد الشديد داخل خيمة تأويها وأسرتها في منطقة مواصي خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وقضت الطفلة التي لم تتجاوز العام الأول من عمرها، وسط نقص حاد في مستلزمات الحياة الأساسية، ما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها النازحون الفلسطينيون في القطاع المحاصر.
ويعيش أكثر من مليوني نازح بقطاع غزة في ظروف إنسانية كارثية. وفي ظل تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية، أصبحت المخيمات المؤقتة، المصنوعة من القماش والنايلون، ملاذًا وحيدًا لمئات الآلاف من العائلات، غير القادرة على توفير التدفئة أو الوقاية من العوامل الجوية القاسية.
ويعاني هؤلاء النازحون من نقص حاد في المواد الغذائية، المياه، والوقود، بينما تغمر الأمطار خيامهم خلال المنخفضات الجوية، ما يزيد من معاناتهم.
ومنذ بدء حرب الإبادة على غزة؛ تعرّض القطاع إلى تدمير شامل للبنية التحتية، ما أدى إلى تردي الأوضاع الإنسانية.
ووفقًا لتقارير أممية؛ يعاني سكان غزة من مجاعة حصدت أرواح العشرات من الأطفال وكبار السن، إلى جانب أزمة صحية معقدة نتيجة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية في ظل حصار خانق.
وفي السياق ذاته؛ استهدفت غارة إسرائيلية منزلاً لعائلة أبو جراد في بلدة بيت حانون شمال غزة، ما أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين وإصابة آخرين.
ويأتي ذلك ضمن حرب إبادة إسرائيلية مستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أوقعت حتى الآن 45,206 قتلى وأكثر من 107,512 مصابًا، وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة في غزة.
وفي غضون 24 ساعة فقط؛ ارتكبت قوات الاحتلال 3 مجازر ضد العائلات، أسفرت عن مقتل 77 فلسطينياً، وجرح 174 آخرين، وسط استمرار العجز عن انتشال الضحايا من تحت الأنقاض نتيجة الاستهداف المتعمد لطواقم الإسعاف والدفاع المدني.
وفي ظل هذه الجرائم؛ يتوجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية، ورفع الحصار عن قطاع غزة، بالإضافة إلى فتح تحقيق دولي مستقل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي تُعد من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.