يواجه السودان كارثة إنسانية تهدد حياة الملايين، جراء صراع دموي متواصل، وانهيار كامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية.
وفي هذا السياق؛ حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، من خطر المجاعة الذي يهدد حياة الملايين في السودان بسبب استمرار الصراع بين الجيش وقوات “الدعم السريع”.
وأكد في بيان رسمي أن “المجاعة تنتشر في السودان، والصراع يتصاعد، وحياة الملايين في خطر”، معربًا عن أسفه للنتائج الكارثية التي كشف عنها تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
واشار تقرير اللجنة إلى أن نحو 24.6 مليون شخص، أي ما يقرب من نصف السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن المجاعة تفشت في خمس مناطق بالسودان، مع توقع امتدادها إلى خمس مناطق أخرى بحلول مايو 2025.
وتشمل المناطق الأكثر تضررًا مخيمات النازحين في شمال دارفور، مثل مخيم زمزم ومخيمي أبو شوك والسلام، إضافة إلى مناطق أخرى في جبال النوبة.
وبحسب التقرير؛ تعود أسباب المجاعة إلى جملة من العوامل المرتبطة بالصراع الدامي الذي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.
ومن أبرز هذه العوامل؛ النزوح الجماعي غير المسبوق الذي أجبر الملايين على ترك منازلهم، وانهيار الاقتصاد والخدمات الأساسية، مما أدى إلى شلل في الإنتاج الزراعي وانقطاع سلاسل الإمداد، وضعف الوصول الإنساني بسبب العنف المستمر وتعطيل المساعدات، مما زاد من تعقيد الوضع الغذائي.
وتُعد أزمة السودان الإنسانية من بين “أسوأ أزمات الجوع في العصر الحديث”، وفقًا لما أوردته اللجنة الدولية. ولا يمكن النظر إليها بمعزل عن انتهاكات حقوق الإنسان، حيث تعيق الأطراف المتنازعة وصول المساعدات الإنسانية، مما يحرم السكان من حقهم في الحصول على الإغاثة.
وطالت الأزمة 13 ولاية من أصل 18، وخلّفت أكثر من 20 ألف قتيل و14 مليون نازح ولاجئ، فيما يواجه الملايين خطر الموت جوعاً، ما يستدعي تدخل المجتمع الدولي لوقف الحرب، وفتح الممرات الإنسانية وتأمين وصول المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررًا، ومحاسبة المسؤولين عن تعطيل جهود الإغاثة وعرقلة حق المواطنين في الغذاء، والعمل على توفير حلول مستدامة تعيد للسودانيين حقهم الأساسي في الحياة والكرامة.