تشهد تونس تصاعداً في استهداف حرية الصحافة وحرية التعبير، عبر اعتقال الصحفيين ومتابعتهم قضائيا في قضايا ذات طابع سياسي.
والجمعة؛ مثل ثلاثة صحفيين تونسيين أمام القضاء في قضايا مختلفة، وفق ما أعلنت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في بيان رسمي.
وذكرت النقابة أن الصحفية شذى الحاج مبارك، المحتجزة منذ يوليو 2023، مثلت أمام الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية في تونس، بعد توقيفها في قضية “أنستالينغو”، التي تعود إلى أكتوبر 2021. القضية شملت اتهامات بالتآمر على أمن الدولة والجوسسة، حيث جرى اعتقال موظفين بالشركة وصحفيين ومدونين وسياسيين.
وفي نفس اليوم؛ مثل الإعلامي والناشط المدني غسان بن خليفة أمام الدائرة الخامسة بالمحكمة الابتدائية، بسبب منشورات على موقع “فيسبوك” عام 2022، رغم نفيه أي علاقة بها. ووجهت إليه تهم تشمل “الإساءة للغير عبر شبكة الاتصالات العمومية” و”ارتكاب أمر موحش بحق رئيس الجمهورية”.
أما الصحفية سنية الدهماني، فقد نظرت محكمة الاستئناف في طلب استئناف تقدم به فريق دفاعها بعد صدور حكم ابتدائي بسجنها لعامين، بسبب تصريحات تلفزيونية انتقدت فيها الوضع العام وسخرت من سياسات الحكومة، خاصة ملف الهجرة غير النظامية.
وفي بيانها؛ أدانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ما وصفته بـ”تواصل سياسة التجريم الممنهجة” ضد الصحفيين، داعية إلى احترام مقتضيات المرسوم 115 المتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر، وإيقاف كل المتابعات القضائية خارج هذا الإطار، كما طالبت بإلغاء العقوبات السالبة للحرية بحق الصحفيين.
وتمثل محاكمة الصحفيين في تونس تهديداً واضحاً لحرية التعبير المكفولة دولياً، كما أنها تشكل تراجعاً في المكتسبات الديمقراطية التي ناضل التونسيون لتحقيقها بعد الثورة، ما يتطلب تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لإيقاف هذه الانتهاكات.