بينما يرفع العالم شعارات السلام وحقوق الإنسان؛ يبرز الوجه القبيح للانتهاكات الصارخة التي تتعرض لها الرياضة الفلسطينية في غزة. ففي ظل الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تسلم الرياضة، كجزء من هوية الشعب الفلسطيني، من الاستهداف المباشر والممنهج.
وفي هذا السياق؛ كشف مصطفى صيام، الأمين العام للاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي، عن أرقام صادمة تعكس حجم الاستهداف الإسرائيلي المباشر للرياضيين والمنشآت الرياضية في قطاع غزة.
ووفقاً لصيام؛ فقد ارتفع عدد القتلى من الرياضيين إلى 708، من بينهم 95 طفلًا، كما دُمِّرت 273 منشأة رياضية بشكل كلي أو جزئي.
وأشار صيام في تصريحات إعلامية، إلى أن مدرب نادي الرباط لكرة اليد، أحمد هارون، ولاعب نادي دير البلح والجلاء، أنس الدبجي، كانا من بين آخر الضحايا، موضحا أن هارون قُتل في قصف مدفعي استهدف منزله غربي مخيم النصيرات، بينما قضى الدبجي في قصف جوي استهدف منزل عائلته غربي مدينة دير البلح.
ومن بين القتلى 369 لاعب كرة قدم، و105 من أعضاء الحركة الكشفية، و234 رياضيًا ينتمون لمختلف الاتحادات الرياضية. كما لفت صيام إلى أن هذه الأرقام ليست نهائية، نظرًا لصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة ووجود مفقودين تحت الأنقاض.
وأوضح صيام أن هذه الاعتداءات لا تقتصر على الأرواح، بل تمتد لتدمير البنية التحتية الرياضية، ما يؤثر بشكل مدمر على مستقبل الرياضة الفلسطينية وآلاف الرياضيين في القطاع.
وفي ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية؛ يواجه الرياضيون الفلسطينيون تحديات وجودية، حيث أصبحت الرياضة هدفًا ضمن استراتيجية الاحتلال لتدمير النسيج الاجتماعي والثقافي للشعب الفلسطيني.
ويعكس استهداف الرياضيين والمنشآت الرياضية في غزة حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل حرب الإبادة التي لا تشكل مجرد جريمة حرب ضد المدنيين وحسب، إنما هي أيضاً محاولة لطمس الثقافة والهوية الفلسطينية.