لليوم الخامس على التوالي؛ يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، في تصعيد جديد يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.
وأسفر العدوان حتى الآن عن مقتل 14 فلسطينيًا، بينهم أطفال، وإصابة عشرات آخرين بجروح متفاوتة، إضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية وحرق منازل المدنيين.
ويأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة طويلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف مدينة جنين. ورغم المناشدات الدولية بضرورة احترام القانون الدولي وحماية المدنيين؛ يواصل الاحتلال سياساته القائمة على العقاب الجماعي، في واحدة من جرائم الحرب بموجب اتفاقيات جنيف.
وشهدت محافظة جنين اقتحامات واسعة شملت قرى وبلدات عدة، منها السيلة الحارثية غربًا، وميثلون وقباطية جنوبًا، حيث استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية مركبة في قباطية، ما أدى إلى استشهاد شابين على الفور.
وفي إطار سياسة التدمير الممنهج؛ جرفت جرافات الاحتلال مدخل بلدتي اليامون والسيلة الحارثية، كما دمرت شارع يافا الحيوي الذي يربط مدينة جنين بقراها الغربية، مما فاقم معاناة السكان وصعّب حركة التنقل والإمدادات.
وفي مخيم جنين؛ شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات واسعة، طالت عشرات المواطنين، من بينهم أفراد عائلة الأسير زكريا الزبيدي، حيث داهمت منزله ومنزلي شقيقيه يحيى وجبريل وخربت محتوياتهما.
كما أجبر الاحتلال سكان حيي الزهرة والجابريات على إخلاء منازلهم، مهددًا بعدم السماح لهم بالعودة قبل شهر على الأقل، في خطوة تهدف إلى تفريغ المنطقة وتعزيز سيطرته.
إضافة إلى ما سبق؛ أدى التصعيد إلى شلل شبه كامل في القطاع الصحي داخل مدينة جنين.
وأعلنت مديرية الصحة المحلية اضطرارها إلى تحويل المرضى إلى مراكز صحية في البلدات المحيطة بسبب صعوبة التنقل جراء الحصار المفروض على المدينة.
ويواجه السكان تحديات إضافية في الحصول على الأدوية والخدمات الطبية، ما يفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة.
وتعد هذا العدوان جزءًا من سياسة أوسع للاحتلال، يستخدم فيها القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، وهو ما يتعارض مع المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر العقاب الجماعي وتدمير الممتلكات الخاصة. فيما يشكل استهداف المنازل وحرقها، وتجريف الطرق الحيوية، وقصف الأحياء المكتظة بالسكان، انتهاكًا واضحًا للحق في السكن والتنقل والحياة الكريمة.
كما أن إعلان حظر التجول واستمرار التحليق المكثف للطائرات المسيرة في سماء جنين يعمّق الأثر النفسي على المدنيين، خاصة الأطفال والنساء، في ظل غياب أي مساءلة دولية للاحتلال الإسرائيلي.