لقيت طفلة سورية مصرعها جراء حريق اندلع في مخيم للاجئين السوريين ببلدة قب الياس في قضاء زحلة بمحافظة البقاع وسط لبنان، في حادثة تسلط الضوء مجدداً على معاناة النازحين السوريين في المخيمات، حيث تفتقر الغالبية العظمى منهم إلى أدنى مقومات الأمان والحياة الكريمة.
ووفقاً لوكالة الإعلام اللبنانية الرسمية؛ فإن الحريق أسفر عن احتراق خيمتين ومقتل الطفلة، في حين لم يتم الكشف عن سبب اندلاعه.
وأفادت المصادر بأن فرق الدفاع المدني هرعت إلى المكان وتمكنت من إخماد النيران، لكن المأساة كانت قد وقعت بالفعل، لتضاف إلى سلسلة الحوادث التي تشهدها مخيمات اللاجئين في لبنان، حيث تتكرر الحرائق نتيجة غياب تدابير السلامة والبنية التحتية الملائمة.
ويعيش في لبنان نحو 1.8 مليون لاجئ سوري، بينهم 880 ألفاً مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وفق التقديرات اللبنانية، لكن معظمهم يواجهون أوضاعاً إنسانية قاسية، حيث تفرض السلطات اللبنانية قيوداً مشددة على حركة اللاجئين، بينما يعاني الكثيرون من الفقر المدقع، وانعدام الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، فضلاً عن تصاعد الخطاب المعادي للاجئين في البلاد.
وبدأت مأساة اللاجئين السوريين عام 2011 مع اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، الذي واجه الاحتجاجات بالقمع الدموي، ما أدى إلى نشوب حرب طويلة الأمد دفعت الملايين للنزوح داخل سوريا وخارجها.
وعلى مدار أكثر من عقد؛ عاش اللاجئون السوريون ظروفاً مأساوية في دول اللجوء، من مخيمات تفتقر إلى البنية التحتية، إلى سياسات حكومية تضيّق عليهم، وصولاً إلى محاولات إعادة بعضهم قسراً إلى سوريا رغم استمرار غياب الاستقرار فيها.
ورغم التطورات الأخيرة في سوريا، حيث تمكنت الفصائل السورية المسلحة من السيطرة على العاصمة دمشق في ديسمبر/كانون الأول 2024، منهية عقوداً من حكم حزب البعث؛ لا يزال اللاجئون السوريون يعانون من التشرد والحرمان، وسط استمرار الأزمات الإنسانية في أماكن وجودهم.
وتثير هذه الحادثة الأليمة أسئلة ملحة حول أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، وضرورة توفير حماية إنسانية لهم، وضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الحماية من الكوارث التي تودي بحياة العشرات منهم سنوياً.
وفي ظل استمرار التوترات في المنطقة وتراجع اهتمام المجتمع الدولي بأزمة اللاجئين، يبقى مصير ملايين السوريين معلقاً بين نيران الحروب وتجاهل السياسات، في انتظار حل يضمن لهم الحياة الكريمة التي حرموا منها لسنوات طويلة.