في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار؛ قتل الاحتلال الإسرائيلي فلسطينياً وأصابت آخر بجروح خطيرة، صباح الأربعاء، شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة من الانتهاكات المستمرة التي يرتكبها الاحتلال رغم سريان الاتفاق، مما يثير تساؤلات حول مدى التزامها بأي ترتيبات تهدئة، وسط صمت دولي متزايد.
وأفاد مصدر طبي في مستشفى غزة الأوروبي بوصول قتيل وإصابة خطيرة، جراء قصف استهدف مجموعة فلسطينيين كانوا يتفقدون منازلهم في منطقة “أبو حلاوة” شرق رفح.
فيما أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بمسؤوليته عن الاستهداف، زاعماً أن القتيل والمصاب كانا يحاولان “تجميع طائرة مسيّرة”، وهي رواية اعتاد الاحتلال استخدامها لتبرير عمليات القتل خارج إطار القانون.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير 2025، وُثقت مئات الخروقات الإسرائيلية، أبرزها استهداف المدنيين العزل بالصواريخ والرصاص الحي، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وإعاقة عودة النازحين إلى مناطقهم المدمرة شمال قطاع غزة.
وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل 92 فلسطينياً وإصابة 822 آخرين بنيران جيش الاحتلال منذ بدء التهدئة، فيما رصدت مصادر فلسطينية 269 خرقاً إسرائيلياً للبروتوكول الإنساني في الاتفاق، ما يؤكد استمرار سياسات القتل والاستهداف الممنهج للسكان المدنيين.
وتُعد هذه الانتهاكات خرقاً صارخاً لاتفاقيات جنيف، التي تفرض على قوات الاحتلال حماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة أو فترات الهدنة، كما تنتهك المادة 3 المشتركة في الاتفاقيات التي تحظر أعمال القتل والتعذيب والمعاملة القاسية ضد الأشخاص الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية.
ورغم هذه الانتهاكات، تواصل القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، دعم الاحتلال الإسرائيلي سياسياً وعسكرياً، ما يمنحها غطاءً للاستمرار في خرق التهدئة وقتل المدنيين. وكانت واشنطن قد أعلنت دعمها لاتفاق وقف إطلاق النار بوساطة مصرية وقطرية، لكنها لم تُلزم الاحتلال بأي إجراءات تمنع استمرار جرائمه، مما يقوض أي مصداقية للاتفاق على الأرض.