في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي؛ يعيش النازحون في قطاع غزة أوضاعاً إنسانية كارثية تفاقمت مع دخول فصل الشتاء، حيث تحولت مخيمات الإيواء إلى مستنقعات من الطين والمياه الراكدة، وسط نقص حاد في المأوى وغياب أي حلول عاجلة تضمن لهم الحد الأدنى من مقومات الحياة.
وفي ظل الأمطار الغزيرة والعواصف العاتية؛ يجد آلاف النازحين أنفسهم في العراء بعد أن غمرت المياه خيامهم الهشة، بينما اقتلعت الرياح بعضها، تاركة العائلات بلا أي وسيلة لحماية أطفالها من البرد القارس.
ومع ندرة الخيام المتاحة، يضطر البعض لاستخدام أغطية بلاستيكية وأقمشة مهترئة كملاجئ مؤقتة فوق أنقاض منازلهم المدمرة.
ويؤكد النازحون أن الوضع أصبح غير محتمل، حيث تتسرب مياه الأمطار إلى داخل الخيام، لتبلل الملابس القليلة التي يمتلكونها، فيما لا يجدون سوى قطع من البلاستيك لمحاولة إيقاف سيل المياه المتدفقة إلى أماكن نومهم. ومع انعدام وسائل التدفئة؛ يزداد خطر الأمراض بين الأطفال وكبار السن، الذين يعانون بالفعل من نقص الغذاء والدواء.
ويؤكد النازحون أن حاجتهم الأساسية ليست الطعام أو الشراب، بل خيام تقيهم من البرد وتمنع تسرب المياه إلى أماكن نومهم، حيث باتت الأرض الموحلة والمياه الراكدة تهدد حياتهم وصحة أطفالهم، وسط غياب أي حلول جذرية لمعاناتهم المتفاقمة.
ورغم إعلان وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، لم تشهد الأوضاع الإنسانية في غزة تحسناً ملحوظاً، حيث لا يزال الاحتلال يمنع إدخال المساعدات الأساسية، بما فيها المساكن المؤقتة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، الذي يضمن حق كل إنسان في الحصول على مأوى آمن وكريم.
وفي الوقت الذي يواجه فيه النازحون خطر البرد والجوع، لا يزال المجتمع الدولي يكتفي ببيانات الإدانة دون أي إجراءات حقيقية لإنهاء الحصار وإجبار الاحتلال على احترام حقوق المدنيين، ما يجعل مأساة غزة مستمرة بلا أفق للحل.