تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها للقطاع التعليمي الفلسطيني من خلال سلسلة من الاعتقالات والاقتحامات والاعتداءات التي تطال الطلبة والمعلمين على حد سواء، في انتهاك صارخ للحق في التعليم، الذي تكفله المواثيق الدولية.
وفجر اليوم الأربعاء؛ اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في محافظة رام الله والبيرة، حيث اعتقلت الطالبة شهد ماجد حسن من منزلها في حي عين مصباح، فيما اعتقلت الطالب مهند بزار من قرية بيتللو بعد اقتحام منزله وتخريب محتوياته.
وتأتي هذه الاعتقالات في إطار سياسة التضييق على الطلبة الفلسطينيين، خاصة في الجامعات، التي شهدت في الأشهر الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في استهداف طلابها من قبل الاحتلال.
وفي السياق ذاته؛ أصدرت سلطات الاحتلال إخطاراً بهدم مدرسة فلسطين الأساسية المختلطة في منطقة سوسيا بمسافر يطا، بحجة عدم الترخيص.
وأبلغت إدارة الاحتلال مديرة المدرسة، مها أبو زهرة، أن وجود المدرسة يشجع الفلسطينيين على البقاء في أراضيهم، ما يعني أن الهدف الأساسي من قرار الهدم ليس قانونياً، بل هو جزء من سياسة التهجير القسري التي تسعى إلى تفريغ المناطق الفلسطينية لصالح التوسع الاستيطاني.
وتضم المدرسة نحو 140 طالباً وطالبة، جميعهم باتوا مهددين بفقدان حقهم في التعليم في حال تنفيذ قرار الهدم، وسط غياب أي بدائل مناسبة يمكن أن تؤمن لهم حقهم الأساسي في التعلم.
ولم يتوقف التصعيد الإسرائيلي ضد المؤسسات التعليمية عند تهديدات الهدم، حيث دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى بلدة شقبا، غرب رام الله، واقتحمت مدرسة البنات يوم الثلاثاء أثناء الدوام المدرسي.
وأثار هذا الاقتحام حالة من الخوف بين الطالبات، خاصة أن الجنود دخلوا المدرسة وأجروا تفتيشات استفزازية داخل الصفوف، دون أي مبرر أمني واضح.
وفي بلدة الخضر جنوب بيت لحم؛ استهدفت قوات الاحتلال يوم أمس الثلاثاء الطلبة أثناء مغادرتهم مدارسهم، حيث أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت بكثافة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق.
ولاحق الجنود الطلبة داخل الأحياء الشعبية وعلى الشارع الرئيسي، ما تسبب بحالة من الذعر بين الأطفال وأولياء الأمور.
وتشهد مدارس الخضر تصعيداً مستمراً من قبل الاحتلال، حيث تتكرر هذه الاعتداءات بشكل شبه يومي، في محاولة لخلق بيئة غير مستقرة تعرقل سير العملية التعليمية.
ويكشف استهداف الأطفال بالغاز السام والمطاردة في الشوارع، عن مستوى القمع الذي يمارسه الاحتلال بحق الطلبة الفلسطينيين، وهو ما يستوجب تدخلاً دولياً لوقف هذه الممارسات التي تمثل انتهاكاً صارخاً للحقوق الأساسية للأطفال.
ويأتي تصعيد الاحتلال ضد التعليم في فلسطين يأتي في سياق أوسع من السياسات القمعية التي تهدف إلى تقييد حياة الفلسطينيين ومنعهم من بناء مستقبلهم.
وفي ظل هذا التصعيد، تتزايد دواعي التحرك العاجل لوقف انتهاكات الاحتلال، لا سيما أن الحق في التعليم مكفول بموجب القانون الدولي، وخاصة اتفاقية حقوق الطفل التي تحظر أي استهداف للأطفال وتعليمهم.
إن ما يحدث اليوم في الضفة الغربية، من اعتقالات واعتداءات على المدارس والطلبة، يعكس واقعاً صعباً يعيشه الفلسطينيون يومياً في ظل احتلال يسعى إلى حرمانهم من أبسط حقوقهم، وعلى رأسها حقهم في التعلم وبناء مستقبلهم بحرية وأمان.