ضمن عدوانها الممنهج على مدينة طولكرم؛ أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الخميس، على هدم 17 منزلاً فلسطينياً في مخيم نور شمس.
ويأتي ذلك في ظل تصعيد مستمر تشهده المدينة منذ 39 يوماً، والمخيم منذ 26 يومًا، وسط عمليات هدم وتدمير للبنية التحتية وتهجير قسري للمواطنين.
وأمهلت قوات الاحتلال أصحاب المنازل المستهدفة ساعتين فقط لإخلائها، قبل أن تبدأ الجرافات بتدميرها وسط إطلاق الأعيرة النارية لترويع السكان.
وشمل الهدم منازل تعود لعائلات حمد، عليان، اعمر، شهاب، شلبي، يونس، غنام، مشارقة، علاجمة، أبو شعلة، وسعايدة، فيما تذرعت سلطات الاحتلال بشق طريق جديد، في محاولة لتغيير الطابع الجغرافي للمخيم.
ويُشكل هدم المنازل والتهجير القسري للفلسطينيين انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني، حيث تحظر اتفاقية جنيف الرابعة أي تدمير ممتلكات خاصة في الأراضي المحتلة إلا للضرورة العسكرية القصوى، وهو ما لا ينطبق على سياسة الاحتلال، التي تستخدم الهدم كأداة لعقاب جماعي ممنهج.
كما أن تهجير السكان قسرًا من منازلهم يعد جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والتي تصنف “الإبعاد القسري” ضمن الجرائم التي تستوجب المساءلة الدولية.
ولم يقتصر العدوان الإسرائيلي على الهدم والتدمير، بل شمل أيضاً حصاراً مشدداً على مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث تغلق قوات الاحتلال مداخل المخيمات بالسواتر الترابية، وتفرض قيودًا صارمة على الحركة، مع تحويل منازل المدنيين إلى ثكنات عسكرية يتمركز فيها القناصة.
وفي الأيام الأخيرة، هدمت قوات الاحتلال أكثر من 11 منزلاً إضافيًا في المخيم، في إطار مخطط أوسع لتشويه النسيج العمراني الفلسطيني وشق طرق استيطانية جديدة.
وأسفر العدوان المستمر عن مقتل 13 فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات. كما أجبرت قوات الاحتلال أكثر من 9 آلاف نازح من مخيم نور شمس و12 ألفًا من مخيم طولكرم على ترك منازلهم تحت وطأة القصف والتدمير المنهجي.