شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الاثنين/الثلاثاء، أوسع هجوم له منذ شهرين على مواقع داخل سوريا، مستهدفاً ما لا يقل عن 41 نقطة عسكرية، معظمها تتبع للنظام السوري.
ويأتي هذا التصعيد في إطار استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية والقانون الدولي، وسط تبريرات أمنية وادعاءات تتعلق بوجود تهديدات عسكرية في الجنوب السوري.
وبحسب بيان لجيش الاحتلال؛ فإن الضربات الجوية استهدفت مواقع رادارية ومنصات مراقبة ومقرات عسكرية، زاعماً أن هذه المواقع تُستخدم لتعزيز القدرات الدفاعية للنظام السوري.
كما شملت الضربات مستودعات أسلحة داخل اللواء 12 في إزرع والفوج 89 في جباب، مما يشير إلى استهداف مباشر للبنية العسكرية السورية، في خطوة تُعدّ انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة، الذي يؤكد على احترام سيادة الدول ورفض استخدام القوة في العلاقات الدولية.
ويأتي هذا العدوان في وقت تستغل فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي حالة الفوضى في الساحل السوري، حيث تحاول الترويج لرواية مفادها أن بعض الفئات العلوية تطالبها بالتدخل لحمايتها، وهو ما يندرج ضمن محاولات الاحتلال إذكاء النزعات الطائفية وتقويض استقرار البلاد.
وتشكّل هذه الغارات امتداداً لسياسة الضربات الاستباقية التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي في سوريا منذ سنوات، والتي تتعارض مع المادة 2(4) من ميثاق الأمم المتحدة، التي تحظر استخدام القوة أو التهديد بها ضد سلامة أراضي أي دولة أو استقلالها السياسي.
كما أن استهداف منشآت عسكرية ضمن دولة ذات سيادة، دون تفويض أممي، يعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي تحظر الاعتداءات العسكرية غير المبررة.
علاوة على ذلك؛ فإن استمرار القصف الجوي دون تمييز يعرض المدنيين السوريين لمخاطر جسيمة، حيث يعيش سكان المناطق المستهدفة في حالة رعب دائم بسبب الهجمات المفاجئة.
ووفقاً للناشط المحلي أحمد المسالمة من درعا؛ فإن القصف كان عنيفاً واستمر لساعات، مما زاد من حالة الخوف وعدم الاستقرار بين السكان.
وفي ظل التصعيد الإسرائيلي، تتفاقم معاناة المدنيين السوريين، الذين يجدون أنفسهم بين نيران القصف الإسرائيلي والاضطرابات الداخلية في بلادهم.
ويؤكد المواطن فارس الحريري أن الأهالي يعيشون في حالة من الخوف الدائم، بسبب تحويل مناطقهم إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.
ويشير إلى أن الغارات الأخيرة جاءت كرد إسرائيلي على الاتفاقية المبرمة بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مما يوضح أن الاعتداءات ليست دفاعية، بل تخدم أجندات سياسية وعسكرية.
ورغم أن العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا يشكل انتهاكاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة، إلا أن غياب أي رد فعل دولي فاعل يعزز سياسة الإفلات من العقاب.
ويتطلب الوضع السوري تدخلاً من الجهات الحقوقية والأممية للتحقيق في جرائم الحرب والانتهاكات المستمرة التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين والبنى التحتية في سوريا.