أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، عن مقتل 412 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 500 آخرين، بينهم حالات خطيرة، جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ ساعات الفجر على مختلف مناطق القطاع.
وأفادت الوزارة بسقوط ثلاثة قتلى، بينهم طفل، في قصف استهدف منزلًا بمخيم النصيرات وسط القطاع، مشيرة إلى أن هناك عددًا من الضحايا ما زالوا عالقين تحت الأنقاض، فيما تستمر فرق الإنقاذ في محاولات انتشالهم رغم القصف المتواصل.
ودعت الوزارة المواطنين القادرين على التبرع بالدم إلى التوجه فورًا للمستشفيات العاملة، في ظل النقص الحاد بالإمدادات الطبية.
من جانبه؛ أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن العديد من القتلى ما زالوا في الشوارع وتحت الأنقاض، مع تعذر نقلهم إلى المستشفيات بسبب الانهيار الكامل في قطاع المواصلات نتيجة انعدام الوقود. وأشار إلى أن غالبية الضحايا هم من النساء والأطفال وكبار السن.
وشن جيش الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت منازل مدنيين وخيام نازحين، أسفرت عن مجازر في مناطق عدة. فقد قُتل خمسة فلسطينيين، بينهم طفلان، وأُصيب العشرات جراء استهداف خيام نازحين في منطقة مواصي خان يونس، فيما وصل أكثر من 15 قتيلًا، بينهم خمسة أطفال، و20 جريحًا إلى أحد مستشفيات غزة نتيجة القصف على المدينة.
وفي النصيرات والبريج؛ تعرضت منازل اللاجئين للقصف، ما أسفر عن وصول 14 قتيلًا وأكثر من 70 جريحًا إلى مستشفى العودة، بعضهم في حالات حرجة. كما وصل إلى مستشفى العودة بتل الزعتر شمال القطاع ثمانية قتلى، بينهم ستة أطفال، إثر استهداف منازل في مخيم جباليا.
وامتد القصف إلى مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة، وأحياء أخرى كتل الهوى وشارع الصناعة، ما أدى إلى سقوط مزيد من القتلى والجرحى.
وتواجه فرق الدفاع المدني والطواقم الطبية صعوبة كبيرة في الوصول إلى المناطق المستهدفة، في ظل استمرار القصف الجوي والمدفعي على القطاع.
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي بعد شهرين من وقف إطلاق النار، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية، خاصة مع استمرار الحصار وغياب الإمدادات الطبية والإنسانية.
ووفقًا لوزارة الصحة، ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 48,572 قتيلًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، و112,032 جريحًا، في حين ما زال عدد غير معلوم من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، مع تعذر وصول فرق الإنقاذ إليهم.
ويشكل استئناف الاحتلال حرب الإبادة على قطاع غزة، انتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية التي تحظر استهداف المدنيين، حيث تجرم اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية هذه الممارسات، التي تشمل القصف العشوائي وعرقلة عمليات الإنقاذ، ما يرقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية.
ورغم تصاعد أعداد الضحايا؛ يلتزم المجتمع الدولي الصمت، ما يثير انتقادات واسعة حول ازدواجية المعايير في التعامل مع الجرائم الإسرائيلية، وسط مطالبات من الفلسطينيين بتفعيل المساءلة القانونية وفرض عقوبات دولية لوقف الانتهاكات المستمرة.