قُتل ستة أشقاء فلسطينيين وصديقهم، صباح الأحد 13 أبريل/نيسان 2025، جراء غارة جوية نفذها الاحتلال الإسرائيلي على سيارة مدنية كانت تسير في شارع الرشيد بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة المتواصلة التي تشنها قوات الاحتلال على مختلف مناطق القطاع منذ أكتوبر 2023.
وأكدت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح أن القصف أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الفور، ستة منهم من عائلة أبو مهادي، وهم: أحمد ومحمود ومحمد ومصطفى وزكي وعبدالله أبو مهادي، بالإضافة إلى صديقهم عبدالله الهباش. وقد وصلت جثامينهم إلى المستشفى بحالة تفحم كاملة، وفق مصادر طبية.
وبحسب إفادات شهود عيان؛ فقد كانت السيارة تقل الشبان السبعة في طريقهم إلى وجهة مدنية داخل القطاع، عندما استهدفتها طائرة للاحتلال بصاروخ مباشر، دون أي إنذار أو اشتباك في محيط الموقع، ما أدى إلى تدميرها بشكل كامل.
وتصاعد استهداف المدنيين خلال الأيام الأخيرة، لا سيما في المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع، وسط تراجع القدرة الاستيعابية للمستشفيات نتيجة الدمار، وانقطاع الإمدادات الطبية، وإغلاق معظم المعابر منذ بداية الحرب.
وتُعدّ هذه الحادثة من بين الحوادث الأكثر دموية خلال الأيام الأخيرة، لا سيما أنها أسفرت عن فقدان عائلة فلسطينية واحدة لجميع أبنائها الذكور في ضربة واحدة.
ويأتي هذا القصف الهمجي في سياق الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عام ونصف، والتي خلّفت حتى الآن آلاف القتلى والمصابين في صفوف المدنيين، وأدّت إلى دمار واسع في البنية التحتية، فضلاً عن نزوح داخلي غير مسبوق وسط أزمة إنسانية حادة.
ووفقاً لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبتها؛ فإن الاستهداف المنهجي للمدنيين، والتدمير واسع النطاق للبنية التحتية، وفرض ظروف معيشية قاسية تؤدي إلى الهلاك، كلها تشكل إبادة جماعية وفق القانون الدولي. ورغم وضوح هذه الجرائم، لا تزال القوى الكبرى توفر غطاءً سياسياً ودبلوماسياً للاحتلال، مما يعيق أي تحرك دولي لمحاسبته أو وقف جرائمه.