أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا على يد قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 215 صحفياً، وذلك عقب اغتيال الصحفي حسن اصليح، مدير وكالة “علم 24” للأنباء، أثناء تلقيه العلاج داخل مجمع ناصر الطبي جنوب القطاع.
ووفق البيان الصادر عن المكتب؛ فإن اصليح كان قد أُصيب سابقاً في محاولة اغتيال استهدفته في 7 أبريل/نيسان الماضي، عندما قصفت طائرات الاحتلال خيمته أمام مجمع ناصر، ما أدى حينها إلى مقتل صحفيين آخرين كانا داخل الخيمة.
غير أن قوات الاحتلال عادت واستهدفته مجدداً بقصف مباشر داخل المستشفى نفسه، في انتهاك واضح لاتفاقيات جنيف التي تُلزم الأطراف المتحاربة باحترام وحماية الجرحى والعاملين في المجال الطبي، وتحييد المرافق الطبية من أي هجوم.
ويأتي اغتيال حسن اصليح ضمن سياق ممنهج من القتل والاستهداف المتعمد للصحفيين والإعلاميين في غزة أثناء تأدية مهامهم دون مراعاة لمبدأ التمييز أو التناسب الذي يُعدّ أساساً في القانون الدولي الإنساني.
وبموجب البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف (1977)، يُعد الصحفيون الذين يؤدون مهماتهم في مناطق النزاع المدنيين ويجب حمايتهم طالما لا يشاركون في الأعمال العدائية. ويُصنف استهدافهم بشكل متعمد كجريمة حرب، يُمكن أن يُنظر فيها أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ورغم إصدار محكمة العدل الدولية أوامر للكيان المحتل بوقف عملياته العسكرية التي قد ترقى إلى جرائم إبادة، إلا أن تلك الأوامر تُقابل حتى الآن بالتجاهل، وسط دعم دولي مستمر للعمليات العسكرية على الأرض.
إن اغتيال الصحفي حسن اصليح، وهو جريح داخل مستشفى، تجسيد صارخ لسياسة الإبادة التي لا تستثني أحداً، لا مدنيين ولا طواقم طبية، ولا حتى من ينقل الحقيقة للعالم، وسط صمت دولي.