ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 65 شخصاً على الأقل، فجر وصباح الأربعاء، جراء سلسلة غارات عنيفة نفذها طيران الاحتلال الإسرائيلي استهدفت منازل في مخيم جباليا ومدينة جباليا البلد شمالي قطاع غزة، وسط تقارير عن عشرات المفقودين والجرحى تحت الأنقاض، في مشهد متكرر من سياسة الإبادة الجماعية للمدنيين، في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم.
وطال القصف الجوي منازل آهلة بالسكان بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، بينهم أطفال ونساء، وسط صعوبات هائلة في عمليات الإنقاذ والإخلاء بسبب تدمير الطرق ونفاد الوقود من سيارات الإسعاف.
وفي هجوم منفصل؛ قُتل أب وزوجته وطفلتاهما إثر قصف استهدف خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، رغم إعلان الاحتلال في أوقات سابقة اعتبار المواصي “منطقة آمنة”، وهو ما يعكس الاستخدام المتكرر لمناطق خفض التصعيد كفخاخ نارية للمدنيين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الاحتلال، بدعم عسكري وسياسي مباشر من الولايات المتحدة، حرب إبادة شاملة، أسفرت حتى الآن عن مقتل وإصابة أكثر من 172 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق بيانات الجهات الصحية في غزة، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود يُرجح أن معظمهم تحت الأنقاض أو في مقابر جماعية لم يُكشف عنها بعد.
وتأتي هذه الغارات في وقت يعاني فيه القطاع من انهيار شامل في النظام الصحي والإنساني، مع خروج أكثر من 36 مستشفى ومركزاً طبياً عن الخدمة، ونفاد الإمدادات الطبية، وتدمير مئات آلاف الوحدات السكنية، ما أدى إلى تشريد نحو 1.9 مليون شخص، أي ما يعادل 85% من سكان القطاع.
وفي ظل غياب المحاسبة، تتواصل حلقات الموت يوماً بعد يوم، فيما يُدفن الفلسطينيون تحت الركام، ويُختزل العالم صراخهم في نشرات الأخبار.