ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس إلى 82 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، نتيجة غارات جوية عنيفة شنها الاحتلال.
واستهدفت هذه الغارات منازل سكنية، خيام نازحين، وتجمعات مدنية في مناطق متفرقة، بالتزامن مع جولة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، ما يطرح تساؤلات حول دلالة التوقيت والرسائل السياسية المصاحبة لهذه المجازر.
وتمكنت الطواقم الطبية من انتشال 25 جثماناً من تحت أنقاض المنازل التي قُصفت ليلة أمس، وسط صعوبات كبيرة في عمليات الإنقاذ نتيجة استمرار القصف وانهيار البنية التحتية، وأُصيب أكثر من 60 شخصاً بجراح خطيرة، فيما تتواصل جهود البحث بين الركام، في ظل عجز طبي متفاقم.
وفي بلدة خزاعة شرقي خان يونس، قتل فلسطيني وأُصيب آخرون، بينما لقي ثلاثة آخرون مصرعهم في قصف مدفعي استهدف بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. وقد طالت الغارات منازل تعود لعائلات: شهاب، النباهين، الزيناتي، سمور، البيوك، اللحام، أبو طعيمة، والبردويل، وفق إفادات شهود عيان.
وتمركزت الغارات بشكل مكثف في مدينة خان يونس، في مشهد يعكس استهدافاً ممنهجاً للمدنيين والمناطق الآهلة، بعيداً عن خطوط التماس أو المواقع العسكرية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يواجه قطاع غزة حرب إبادة جماعية مستمرة، حصدت أرواح نحو 173 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض أو في ظروف مجهولة، وسط دعم سياسي وعسكري أمريكي كامل للاحتلال، في تجاهل فاضح للقانون الدولي الإنساني ومبادئ العدالة الدولية.
وتعيش غزة حصاراً خانقاً منذ 18 عاماً، تسبّب في انهيار الخدمات الأساسية ومنع دخول المساعدات، ما أسفر عن مجاعة تضرب سكان القطاع، الذين بات أكثر من 1.5 مليون منهم بلا مأوى نتيجة تدمير مساكنهم بالكامل.
إن ما يحدث في غزة ليس مجرد أرقام، بل مأساة إنسانية تتطلب تحركاً دولياً فورياً لوقف المجازر، ورفع الحصار، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة ضد السكان المدنيين.