ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة منذ فجر اليوم السبت إلى 25 مدنياً، بينهم 13 من منتظري المساعدات الإنسانية، في سياق ما بات يتّضح يوماً بعد يوم أنه حرب إبادة جماعية ممنهجة تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على سكان القطاع.
وقد أسفر قصف جوي عن مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين، بينهم حالات حرجة، في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة.
وفي وقت لاحق، أعلنت طواقم الإنقاذ انتشال جثامين 12 مدنياً من بين المحتشدين للحصول على مساعدات غذائية في مدينة خان يونس، في جريمة تتكرر باستهداف المدنيين خلال محاولاتهم الوصول إلى الغذاء أو الماء.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تنفذ قوات الاحتلال حرباً شاملة على غزة اتّخذت طابع الإبادة الجماعية، عبر أدوات متعددة: القصف الجوي المكثف، والحصار الكامل، وحرمان السكان من الغذاء والدواء، واستهداف البُنى التحتية المدنية والملاجئ والمراكز الصحية.
وقد بلغت حصيلة القتلى حتى الآن 59,676 مدنياً، غالبيتهم من النساء والأطفال، بينما أصيب 143,965 شخصاً بجروح متفاوتة. ولا تزال هذه الأرقام مرشحة للارتفاع، مع استمرار تعذر الوصول إلى الضحايا العالقين تحت الأنقاض أو في المناطق المحاصرة، حيث تُمنع طواقم الإنقاذ من العمل بحرية.
إن استهداف المدنيين بشكل ممنهج، وحرمانهم من مقومات البقاء الأساسية، وقصفهم أثناء تسلّمهم المساعدات، يمثل عناصر واضحة على نية الإبادة الجماعية كما يعرّفها القانون الدولي، خاصة عندما يُقرن ذلك بالحصار طويل الأمد، وغياب أي ممرات آمنة أو حماية إنسانية.
ورغم فداحة الانتهاكات؛ يستمر الصمت الدولي والتقاعس المؤسسي عن اتخاذ إجراءات ملزمة لوقف المجازر أو محاسبة المسؤولين عنها. ويُعد هذا الغياب الحاد للردع الدولي، عنصراً إضافياً يُسهم في ترسيخ مناخ الإفلات من العقاب، ويُعطي الضوء الأخضر لاستمرار الجرائم ضد أكثر من مليوني إنسان محاصر.