في تطور صحي خطير يُضاف إلى مشهد الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة، الاثنين، تسجيل 3 حالات وفاة بمتلازمة “غيلان باريه”، بينهم طفلان لم يتجاوزا 15 عامًا، نتيجة تفاقم سوء التغذية الحاد وانعدام العلاج جراء الحصار الإسرائيلي المشدد.
ويأتي ذلك في وقت تنهار فيه المنظومة الصحية، وتُحاصر المستشفيات بين نقص الأدوية وغياب القدرة التشخيصية وتوقف الأجهزة الحيوية.
وتمثل الوفيات المسجلة مؤشراً إضافيًا على تصاعد الكارثة الصحية التي تضرب القطاع، في ظل تحوّل بيئة غزة إلى أرض خصبة لتفشي الأوبئة والأمراض المعدية.
ووفق بيان وزارة الصحة؛ فإن الطفلين فارقا الحياة بعد فشل محاولات إنقاذهما، بسبب عدم توفر العلاج اللازم، وهو ما وصفته الوزارة بأنه “تهديد بانتشار واسع للمرض” في حال استمرار الحصار ومنع دخول الأدوية.
وأشارت الفحوصات الطبية إلى وجود فيروسات معوية غير مرتبطة بشلل الأطفال، وهو ما يكشف عن واقع بيئي منهار، قابل لتفشي سريع وخارج السيطرة.
ولفتت الوزارة إلى تصاعد غير مسبوق في حالات الشلل الرخو الحاد ومتلازمة “غيلان باريه”، خاصة بين الأطفال، بسبب التهابات غير نمطية وسوء التغذية.
ومتلازمة “غيلان باريه” هي اضطراب عصبي نادر يحدث حين يهاجم الجهاز المناعي الجهاز العصبي للمصاب، ما يؤدي إلى ضعف عام في الجسم، وشلل جزئي أو كامل في بعض الأحيان. وتزداد خطورته في البيئات التي تعاني من نقص الرعاية الصحية وسوء التغذية، وهو ما ينطبق كليًا على واقع غزة اليوم.
وكانت منظمات أممية قد حذرت من أن قطاع غزة يواجه خطر تحوّل الأمراض إلى “كارثة قاتلة”، بسبب الجوع وصعوبة الوصول إلى مياه نظيفة، وانعدام المأوى والرعاية الصحية، في وقت تتزايد فيه حالات الوفيات الناتجة عن أمراض يمكن علاجها بسهولة، لولا الحصار.
ويأتي هذا المشهد في سياق حرب إبادة جماعية شاملة ينفذها الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 210 آلاف قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة فتكت بالضعفاء، وتهدد اليوم بتحويل قطاع غزة إلى منطقة موبوءة، تنهار فيها الحياة تحت ضغط الجوع والمرض، كما تحت القصف.