تتواصل الجرائم الدموية بحق المدنيين والمجوَّعين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث لا تكاد تمر ساعة إلا ويُسجل سقوط قتلى وجرحى في قصف يطال الأحياء السكنية وخيام النازحين ومناطق انتظار المساعدات.
ففي الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء؛ قُتل وأصيب عدد من المواطنين إثر غارات متفرقة شنّتها طائرات الاحتلال على مدينة غزة ومحيطها، كان أبرزها في منطقة أبو شريعة بحي الصبرة، حيث أسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى نقلوا إلى المستشفيات وسط عجز طبي متصاعد.
وفي جريمة أخرى؛ قُتل ثمانية مواطنين على الأقل جراء قصف استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، في اعتداء يرقى إلى استهداف مباشر للفارين من جحيم الحرب والباحثين عن ملاذ آمن.
كما قُتل مواطنان وأصيب آخرون عندما استهدفت طائرات الاحتلال المدنيين أثناء تجمعهم بانتظار المساعدات قرب محور نتساريم وسط القطاع، في مشهد يعكس تعمد حرمان السكان من أبسط حقوقهم الإنسانية، بما في ذلك الحق في الغذاء والنجاة من الموت جوعاً.
وبحصيلة اليوم منذ الفجر؛ ارتفع عدد القتلى إلى 25 مواطناً، بينهم 8 من منتظري المساعدات الإنسانية، فيما واصلت الطائرات والمدفعية قصفها لمناطق متفرقة من القطاع، ما يضاعف أعداد الضحايا على نحو مستمر.
وخلال العدوان المستمر منذ أشهر؛ خلفت الإبادة أكثر من 210 آلاف قتيل وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ما بين تحت الأنقاض أو في عداد المجهولين. كما يعيش مئات آلاف النازحين أوضاعاً مأساوية في ظل مجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال، وسط دمار واسع للبنية التحتية والمساكن.
إن تواصل هذه الانتهاكات المنظمة بحق المدنيين، بما تتضمنه من قتل جماعي وتجويع قسري وتدمير شامل، يشكل ضرباً صارخاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني، ويعكس إصراراً على محو الحياة المدنية في القطاع، في حرب إبادة جماعية، تديرها آلة الاحتلال وسط صمت دولي.