ليلة دامية جديدة عاشها الفلسطينيون في قطاع غزة، حيث واصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ جرائم واسعة النطاق بحق المدنيين، مستخدما القصف الجوي والمدفعي وعمليات التفجير الممنهج للمنازل عبر الروبوتات المفخخة.
وأسفرت الهجمات التي تركزت في مدينة غزة ومحيطها منذ فجر الثلاثاء عن مقتل 39 فلسطينيا بينهم 35 في المدينة وحدها، وإصابة وفقدان آخرين في مشاهد وصفت بأنها جزء من حرب إبادة جماعية مستمرة منذ قرابة عامين، تهدف إلى إعادة احتلال المدينة وتهجير سكانها.
ففي شمال غربي مدينة غزة؛ ارتكب الاحتلال مجزرة مروعة حين استهدف منازل متلاصقة تعود لعائلات زقوت وحمد وعاشور قرب مفترق الأمن العام، ما أدى إلى مقتل 8 فلسطينيين بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 40 آخرين، إضافة إلى فقدان العشرات تحت الركام.
وعلى مدار ساعات الليل؛ عملت فرق الدفاع المدني والفرق الطبية على انتشال الضحايا، وسط دمار واسع طال المباني المحيطة.
وفي حي الدرج شرقي المدينة؛ قصف الاحتلال منزلين مأهولين لعائلتي طه ومسعود قرب ساحة الشوا، ما أسفر عن مقتل 3 فلسطينيين وفقدان آخرين تحت الأنقاض. وخلّف القصف دمارا في المنازل المجاورة، بينما واصلت المستشفيات استقبال جثامين القتلى والمصابين. وبحسب ما أفادت به مصادر طبية، تم انتشال جثامين 20 فلسطينيا من تحت الأنقاض في هاتين المجزرتين فقط.
وفي حي الصبرة جنوبي غزة؛ قُتل 4 فلسطينيين في قصف استهدف منزلا لعائلة الهندي، بينما أصيب عدد آخر في غارة جوية على منزل لعائلة صيام في مخيم الشاطئ غرب المدينة. كما طال القصف محيط مدرسة حمامة في حي الشيخ رضوان، ما أدى إلى إصابات بين المدنيين معظمهم من النساء والأطفال.
إلى جانب ذلك؛ نفذ الاحتلال عمليات نسف متتالية لمنازل سكنية باستخدام روبوتات مفخخة في حي الشيخ رضوان، ترافقها غارات جوية مكثفة على مناطق المخابرات والكرامة شمال غربي المدينة، وإطلاق نار مباشر من المسيرات على المنازل.
وامتد القصف الإسرائيلي إلى وسط قطاع غزة، حيث قتل أب وأم وطفلتهما في غارة استهدفت منزلهم لعائلة تمراز بشارع السوق في دير البلح، فيما أصيب آخرون. كما أصيب نازحون في قصف طال خيمة تؤويهم بمدرسة أبو هميسة في مخيم البريج.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم، قتل فلسطيني وأصيب آخرون برصاص الاحتلال قرب محور نتساريم بينما كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات الإنسانية، في مشهد يضيف إلى سلسلة الجرائم التي تطال المدنيين حتى في أماكن تجمعهم للحصول على الغذاء.
إن ما يجري في غزة لا يمكن فصله عن إطار القانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين والممتلكات المدنية، كما يجرّم استخدام أساليب الحرب العشوائية أو العقاب الجماعي.
وسبق للأمم المتحدة أن أكدت أن المجاعة في غزة “من صنع الإنسان”، وهو ما يعزز توصيف ما يجري باعتباره إبادة جماعية تستهدف وجود شعب بأكمله عبر القتل والتدمير الممنهج والحرمان من أساسيات الحياة.
وبدعم سياسي وعسكري من الولايات المتحدة؛ يواصل الاحتلال هذه الحرب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقد خلّفت حتى الآن أكثر من 64 ألفا و900 قتيل، إلى جانب نحو 165 ألف مصاب، معظمهم من النساء والأطفال. كما تسببت المجاعة في مقتل مئات آخرين بينهم عشرات الأطفال، ما يجعل غزة اليوم شاهدة على واحدة من أبشع المآسي الإنسانية في العصر الحديث.