شهدت بلدة عرابة جنوب جنين، فجر الجمعة، اعتداءً جديداً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، استهدف هذه المرة صوت الكلمة الحرة ويد الإنسانية؛ حيث أقدمت القوات على ضرب صحفي وطبيب بالاعتداء المباشر، ما أدى إلى إصابتهما بجروح ورضوض استدعت نقلهما إلى المستشفى.
وفي التفاصيل؛ فقد تعرض الصحفي أحمد زكي العريدي والطبيب نضال العارضة للضرب المبرح بعد اقتحام منازلهما وتفتيشها، في مشهد يعكس سياسة ممنهجة ضد الصحفيين والأطباء الذين يؤدون أدواراً أساسية في نقل الحقيقة ورعاية المدنيين.
وأوضح الطبيب العارضة أن جنود الاحتلال فجروا مدخل منزله، واقتادوه بعنف من الطابق الثاني، قبل أن ينهالوا عليه بالضرب على صدره ورأسه، ما أدى إلى إصابته برضوض خطيرة.
ويمثّل الاعتداء على الصحفيين انتهاكاً صارخاً لحرية الإعلام المكفولة بموجب القانون الدولي الإنساني، والذي يضمن للصحفيين الحماية أثناء عملهم في مناطق النزاع. كما أن الاعتداء على الأطباء، وهم عناصر محمية وفق اتفاقيات جنيف، يُشكل خرقاً واضحاً للقوانين الدولية التي تجرم استهداف الكوادر الطبية أو عرقلة عملها الإنساني.
ويعكس تكرار هذه الاعتداءات نمطاً ممنهجاً في استهداف الفئات التي تحمل رسالة إنسانية أو مهنية، سواء كانت بالكلمة أو بالمداواة، وهو ما يضع الاحتلال أمام مسؤوليات قانونية وأخلاقية جسيمة، ويفتح الباب أمام مساءلة دولية عن انتهاكات متصاعدة بحق المدنيين في الأراضي الفلسطينية.
إن ما جرى في عرابة لا يمثل مجرد حادثة فردية، بل يأتي في سياق سياسة قمعية متكررة، تستهدف كل من يسعى إلى كشف الحقيقة أو خدمة الناس. وهو ما يستدعي موقفاً جاداً للضغط من أجل حماية الصحفيين والطواقم الطبية، وضمان عدم إفلات المعتدين من المساءلة.