أقدمت قوة خاصة تابعة للاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، على اختطاف الممرضة تسنيم مروان الهمص أثناء توجهها إلى عملها في إحدى النقاط الطبية بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وتعود الهمص لأسرة طبية معروفة، إذ أن والدها الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى أبو يوسف النجار والمكلّف بإدارة المستشفيات الميدانية في القطاع، كان قد اختُطف بدوره في يوليو/تموز الماضي خلال أداء مهمة طبية في رفح، وما يزال مكان احتجازه مجهولاً.
وفي بيان لها؛ أدانت وزارة الصحة في غزة بأشد العبارات حادثة الاختطاف، واعتبرتها انتهاكاً سافراً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تنص على حماية الطواقم الطبية.
وحمّلت الوزارة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الممرضة وسلامتها، مطالبة بالكشف الفوري عن مصيرها.
ويأتي هذا الاعتداء في سياق الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي أسفرت عن مقتل 66,225 فلسطينياً وإصابة 168,938 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى وفاة 455 شخصاً بينهم 151 طفلاً جراء المجاعة التي ضربت القطاع.
وتؤكد نصوص اتفاقية جنيف الأولى (المادة 24) على وجوب حماية أفراد الخدمات الطبية وعدم التعرض لهم في أي نزاع مسلح. إلا أن الاحتلال يتعمد استهداف الأطباء والممرضين واعتقالهم كجزء من سياسة تهدف إلى شلّ المنظومة الصحية وتدمير مقومات الحياة في القطاع، وهو ما يعزز توصيف ما يجري في غزة كإبادة جماعية ممنهجة.
وفي ظل هذا الواقع الأليم؛ يواصل العالم التزام الصمت إزاء الجرائم المرتكبة بحق الكوادر الطبية والمدنيين في غزة، ما يضاعف من معاناة السكان ويشجع الاحتلال على المضي في انتهاكاته.
وتبرز الحاجة الملحّة إلى تحرك دولي عاجل وفاعل لوقف الاعتداءات، وضمان احترام قواعد القانون الدولي الإنساني، وحماية العاملين في المجال الصحي بوصفهم خط الدفاع الأخير عن حياة المدنيين.