قُتل فتى فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في بلدة اليامون غرب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، في جريمة جديدة تعكس اتساع دائرة الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين الفلسطينيين، وخصوصا الأطفال.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الفتى مراد فوزي أبو سيفين (15 عامًا) قُتل برصاص قوات الاحتلال، التي احتجزت جثمانه ومنعت الطواقم الطبية من الوصول إليه، وفق ما أفاد به شهود عيان.
وذكر الشهود أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة في وقت متأخر من الليل، وأطلقت الرصاص الحي على الشبان، ما أدى إلى إصابة الفتى قبل أن يتم احتجازه وهو ينزف، في مشهد يتكرر بشكل شبه يومي في مدن وبلدات شمالي الضفة الغربية.
ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة طويلة من عمليات القتل الميداني التي ترتكبها قوات الاحتلال في الضفة الغربية، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني، الذي يُلزم القوة القائمة بالاحتلال بحماية المدنيين وعدم استخدام القوة المميتة إلا في حالات الضرورة القصوى والمحددة بدقة.
وتُعد سياسة إطلاق النار على المدنيين، وخصوصاً القُصّر، مؤشراً على نمط من الإفلات من العقاب الذي بات سمة سلوك الاحتلال في الأراضي الفلسطينية. فبحسب المعايير القانونية الدولية، يشكّل استهداف الأطفال جريمة جسيمة قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، خاصة حين يتم دون تهديد مباشر لحياة الجنود أو في غياب أي مبرر عسكري.
ومنذ اندلاع حرب الإبادة في غزة في أكتوبر 2023، تصاعدت الانتهاكات في الضفة الغربية على نحو غير مسبوق، حيث أسفرت اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين عن مقتل أكثر من 1066 فلسطينياً وإصابة نحو 10 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم نحو 1600 طفل.
وتؤكد هذه الأرقام، إلى جانب استمرار عمليات القتل والاعتقال الجماعي، أن الضفة الغربية باتت ساحة مفتوحة لانتهاكات واسعة النطاق، وسط غياب المساءلة الدولية الفاعلة، وتراخي المجتمع الدولي في فرض أي التزامات قانونية على قوة احتلال تواصل سياساتها القمعية بحق المدنيين العزل.

























