في جريمة جديدة تعكس تصاعد العنف المنهجي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، أضرم مستوطنون إسرائيليون متطرفون، فجر الخميس، النار في مسجد الحاجة حميدة ببلدة دير استيا شمالي محافظة سلفيت، وخطّوا على جدرانه شعارات عنصرية باللغة العبرية تتضمّن إساءات للنبي محمد عليه السلام، وتهديدات للسكان.
وأفاد شهود عيان بأن مجموعة من المستوطنين اقتحمت البلدة تحت جنح الظلام، وأضرمت النار في أجزاء من المسجد قبل أن يهرع الأهالي لإخمادها، بينما التهمت النيران السجاد وعدداً من المصاحف والكتب الدينية، وغطّى الدخان جدران المسجد وسقفه.
وقال إمام المسجد أحمد سلمان، في تصريحات إعلامية، إنه وصل إلى المكان وقت صلاة الفجر ليجد النيران مشتعلة، وشارك مع فرق الدفاع المدني في السيطرة عليها قبل أن تنتشر في كامل أرجاء المسجد، مشيراً إلى أن البلدة كانت قد شهدت قبل سنوات اعتداءً مماثلاً على مسجد آخر.
ويأتي هذا الاعتداء في سياق تصاعد ممنهج لهجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، في ظل حماية وتواطؤ واضح من قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ باتت الاعتداءات تستهدف المدارس والمنازل والمزارع والمساجد، في محاولة لفرض واقع تهجيري بالقوة.
وخلال العامين الماضيين، شهدت الضفة الغربية تصاعداً غير مسبوق في عنف المستوطنين، حيث رُصد أكثر من سبعة آلاف اعتداء شملت القتل والحرق والنهب وتدمير الممتلكات، وأسفرت عن مقتل العشرات وتهجير تجمعات سكانية بأكملها.
ويعكس تكرار الاعتداءات على دور العبادة، وعلى رأسها المساجد، توجهاً ممنهجاً لضرب الرموز الدينية واستهداف البنية الاجتماعية الفلسطينية، في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني الذي يحظر المساس بالأماكن المقدسة أو تدميرها.
كما يشير استمرار هذه الهجمات من دون محاسبة إلى غياب منظومة الحماية القانونية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وتحوّل الاحتلال والمستوطنين إلى طرف واحد في ممارسة العنف الديني والعرقي على نطاق واسع.
ويخشى سكان دير استيا أن يكون إحراق مسجدهم مقدمةً لموجة جديدة من الاعتداءات، وسط دعوات محلية لتوفير حماية مجتمعية ودولية للمقدسات الإسلامية والمسيحية التي باتت هدفاً مباشراً في الصراع الدائر على الأرض والهوية.



























