في يوم الطفل العالمي، الموافق للعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، تتجدد الدعوة العالمية لحماية حقوق الأطفال وصون كرامتهم وضمان حقهم في التعليم واللعب والحياة الآمنة. إلا أن الواقع الفلسطيني هذا العام يقدّم صورة مختلفة تماماً، تحوّلت فيها الطفولة إلى إحدى أكثر ضحايا العدوان الإسرائيلي تعرضاً للأذى والخطر.
فوفق بيان صادر عن وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية؛ فقد قُتل أكثر من 19 ألف طفل من طلبة المدارس، فيما أُصيب نحو 28 ألف طفل آخرين منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
كما طالت عمليات القصف مئات المدارس ورياض الأطفال ومراكز الطفولة، بين مدمّر كلياً أو جزئياً، في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء.
وتختزن هذه الأرقام خلفها قصصاً لأطفال فقدوا حقهم الطبيعي في التعليم، وفي الأمان، وفي أن يكبروا دون خوف. وهي شهادات حيّة على واقع يتناقض مع أبسط المبادئ التي تأسس عليها يوم الطفل العالمي منذ نحو 70 عاماً.
وفي وقت تحتفي فيه دول العالم بإنجازاتها في مجالات الطفولة والحماية والرعاية، ما زالت الانتهاكات اليومية تطال الأطفال الفلسطينيين. ففي غزة، يُقتل الأطفال تحت الأنقاض أو في مدارس لجؤوا إليها بحثاً عن الأمان. وفي القدس والضفة الغربية، تتواصل الاعتقالات والإصابات وحوادث إطلاق النار التي تطال الصغار دون رادع.
ولم تعد هذه الانتهاكات مقتصرة على العمليات العسكرية فحسب، بل أصبحت جزءاً من واقع يومي يعكس غياب الحماية الأساسية التي يفترض أن يتمتع بها أي طفل وفق المبادئ الإنسانية العامة.
في يوم الطفل العالمي؛ يقف العالم أمام مسؤولية أخلاقية تمتحن صدقية التزامه بمبادئ العدالة والإنسانية. فالطفولة الفلسطينية لا تحتاج إلى شعارات احتفالية، بل إلى حماية فورية، ومساءلة جادة، وإرادة دولية تحمي ما تبقى من حق الأطفال في الحياة.


























