اضطرت ثلاث عائلات بدوية من عائلة العراعرة إلى ترك مساكنها في تجمع الحثرورة البدوي قرب الخان الأحمر شرق القدس، بعد تعرضها لهجمات ومضايقات مباشرة من قبل المستوطنين، في تصعيد خطير يرافق إقامة بؤرة استيطانية جديدة في محيط التجمع.
وأكدت محافظة القدس أن هذه العائلات هجرت مساكنها تحت وطأة التهديد المباشر على حياتها وممتلكاتها، فيما شملت الاعتداءات اقتحام المنطقة، والاعتداء على السكان، وسرقة الممتلكات، ومضايقة الرعاة ومنعهم من رعي أغنامهم، تحت حماية قوات الاحتلال التي وفرت الغطاء الكامل لهذه الانتهاكات. وسبق لعائلتين من التجمع ذاته أن اضطرتا إلى الرحيل خلال الأسابيع الماضية بسبب اعتداءات مشابهة.
وتأتي هذه الحوادث ضمن سياسة ممنهجة تستهدف التضييق على التجمعات البدوية لإفراغ الأراضي أمام التوسع الاستيطاني، عبر خلق بيئة طاردة تدفع الأهالي إلى الرحيل القسري، وهو ما يندرج تحت تعريف التهجير القسري الذي يحظر بموجب القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، والتي تؤكد على حق المدنيين في البقاء في أماكن سكناهم وعدم نقلهم قسراً من أراضيهم.
كما تمثل هذه الانتهاكات مخالفة واضحة للقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في السكن اللائق والحماية من الإخلاء القسري، وحق السكان في التنقل وممارسة حياتهم الاقتصادية دون مضايقة أو تهديد. وتشير الوقائع إلى نمط مستمر من انتهاكات مماثلة تستهدف التجمعات البدوية في القدس الشرقية، بما يفاقم المخاطر الإنسانية ويهدد استقرار المجتمعات المحلية.
وتستدعي هذه الانتهاكات التدخل العاجل من المجتمع الدولي والجهات الحقوقية لحماية السكان في التجمعات البدوية المهددة، وفرض وقف فوري للاعتداءات، وضمان احترام حقوق المدنيين الأساسية في السكن والحياة الآمنة وفقاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.



























