قُتل مصوّر صحفي، الثلاثاء، خلال تغطيته لآثار الدمار الواسع في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بعد استهدافه بواسطة قنبلة أطلقتها مسيّرة تابعة للاحتلال.
وكان المصوّر محمود وادي يعمل على توثيق الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي في أحياء وسط مدينة غزة، حين جرى استهدافه بشكل مباشر، ما أدى إلى مقتله على الفور.
ويُعد وادي ثاني صحفي يُقتل منذ وقف إطلاق النار المؤقت، بعد مقتل الصحفي محمد المنيراوي الشهر الماضي إثر استهداف خيمته بشكل مباشر.
ويشكل استهداف الصحفيين أثناء أداء مهامهم في مناطق النزاع، انتهاكاً خطيراً لقواعد القانون الدولي الإنساني، الذي ينص على حماية الأشخاص العاملين في تغطية النزاعات متى كانوا غير مشاركين في الأعمال العدائية.
كما يُصنّف تعمّد استهداف المدنيين، ومن بينهم الصحفيون، ضمن أفعال قد ترقى إلى جرائم حرب بموجب المبادئ القانونية الدولية التي تفرض على أطراف النزاع اتخاذ جميع التدابير الممكنة لتجنّب الإضرار بالمدنيين وضمان سلامة الطواقم الصحفية.
وتؤكد هذه الحوادث المتكررة على واقع بالغ الخطورة يواجه الصحفيين في قطاع غزة، حيث يُجبرون على العمل في بيئة تفتقر لأدنى معايير الحماية، وتُستخدم فيها القوة المميتة دون مراعاة لصفة الحياد التي يفترض أن يتمتع بها الإعلاميون في مناطق النزاع.
وبحسب بيانات رسمية فلسطينية؛ فقد ارتفع عدد القتلى من الصحفيين منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 258 صحفياً وصحفية جراء القصف والاستهداف المباشر من قوات الاحتلال، ما يجعل هذه الفترة واحدة من أكثر الفترات دموية ضد الصحفيين في العالم خلال العقود الأخيرة.
ويأتي ذلك في ظل مخاوف متزايدة من تآكل المساحة المتاحة للعمل الإعلامي الحر، وتقييد القدرة على نقل الحقيقة وتوثيق الانتهاكات، وهو ما يمثل تهديداً إضافياً لحقوق الإنسان والعدالة والمساءلة.


























