تتكشف في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان السودانية، مؤشرات خطيرة على تدهور الوضع الإنساني، مع اقتراب المعارك من السكان العالقين، وغياب ضمانات الحماية الأساسية التي يكفلها القانون الدولي للمدنيين، خاصة النساء والأطفال.
وفي هذا السياق؛ أعربت شبكة أطباء السودان (شعبية مستقلة) عن “قلق عميق إزاء مصير مجهول لعشرات الأطفال والنساء” داخل بابنوسة، عقب اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقالت الشبكة في بيان إنها “تتابع بقلق التطورات الميدانية” بعد أن احتمت أعداد كبيرة من النساء والأطفال سابقًا بمقر قيادة الفرقة 22 مشاة، عقب اجتياح الدعم السريع للمدينة.
وأضافت الشبكة أن الوضع ازداد خطورة بعد ظهور فيديوهات لعناصر من الدعم السريع توثق لحظة تصويرهم لنساء وأطفال داخل مباني الفرقة 22، وقد بدت الأسر في “وضع إنساني حرج”، ما ضاعف المخاوف من تعرضهم للعنف أو الاحتجاز القسري.
ويمثّل الوضع في بابنوسة امتدادًا لأزمة حقوقية أعمق يعيشها السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023. فمع احتدام القتال داخل مناطق مأهولة بالسكان، تبرز مخاطر انتهاكات خطيرة تشمل استهداف المدنيين، وعرقلة وصول المساعدات، واستخدام الحصار كسلاح حرب، وهي ممارسات تحظرها القواعد الأساسية للقانون الدولي الإنساني.
ويفترض بالأطراف المتحاربة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنيب المدنيين أخطار العمليات العسكرية، وضمان حرية الحركة لمن يحتاجون إلى ملاذ آمن أو إغاثة عاجلة. كما يُعد الاحتجاز القسري أو معاملة المدنيين باعتبارهم خصومًا محتملين انتهاكًا لمبدأ الحماية المدنية الذي لا يسقط في أي مرحلة من مراحل النزاع.
يشار إلى أن الحرب خلفت خلال أكثر من عام ونصف، عشرات آلاف القتلى، ونزوح نحو 13 مليون شخص، في واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية المعاصرة، فيما تبقى مدن مثل بابنوسة شاهدة على ثمن فادح يدفعه المدنيون عند تقاطع السياسة والرصاص.






























