أعلنت الأمم المتحدة أن نحو 55 ألف عائلة فلسطينية في قطاع غزة تأثرت بالأمطار والعواصف الأخيرة، حيث تضررت ممتلكاتها وأماكن إيوائها، ما يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع بعد سنوات من النزوح وتدمير البنى التحتية.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) رصد تضرر عشرات آلاف المنازل والخيام والملاجئ، بالإضافة إلى عشرات المساحات المخصصة للأطفال، ما أثر على أنشطة حماية نحو 30 ألف طفل في مختلف أنحاء القطاع.
وأشار حق إلى أن العوائق الإسرائيلية المستمرة تعرقل تدخلات الإغاثة الإنسانية وتبطئ جهود تقديم المساعدات، ما يزيد من هشاشة العائلات المتضررة ويضاعف المخاطر التي تواجهها، خصوصاً في فصل الشتاء.
ويعاني مئات الآلاف من النازحين في غزة من ظروف معيشية بالغة الصعوبة، بعد تدمير منازلهم ونزوحهم القسري جراء الحرب الإسرائيلية المكثفة، وسط نقص حاد في الأغطية ووسائل التدفئة، الأمر الذي جعلهم عرضة مباشرة لمخاطر البرد والأمطار الغزيرة.
وتزامنت هذه الكارثة الطبيعية مع ارتفاع عدد الوفيات بين الأطفال والرضع جراء البرد الشديد، حيث بلغ عدد القتلى الذين وصلوا المستشفيات بسبب المنخفض الجوي 13 حالة، ما يبرز هشاشة الوضع الإنساني في القطاع وانعدام وسائل الوقاية والحماية الأساسية، وهو ما يمثل انتهاكاً ضمنياً لحقوق المدنيين في حياة آمنة وكريمة.
وتعكس هذه الأوضاع الحاجة الملحة لتدخل إنساني عاجل، وتوفير مواد الإيواء والتدفئة، وضمان وصول المساعدات دون عراقيل، للحد من استمرار المعاناة اليومية لسكان غزة، لا سيما الأطفال والعائلات النازحة.
ويُعتبر حرمان المدنيين من الحصول على مأوى آمن ووسائل حماية من الكوارث الطبيعية انتهاكاً واضحاً لالتزامات الاحتلال تجاه السكان المدنيين في الأراضي المحتلة، بما في ذلك الحق في الحياة، والحماية من المخاطر البيئية، والحق في الأمن الشخصي والمعيشة الكريمة.
كما أن إعاقة وصول المساعدات الإنسانية يعمّق هذه الانتهاكات ويحوّل الظروف الطبيعية كالأمطار والعواصف إلى تهديد مباشر لحياة المدنيين.


























