طالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إصدار عفو رئاسي عن أربعة فلسطينيين عملوا في الحقل الخيري لسنوات وتعرضوا لمحاكمة غير عادلة وهم شكري أبو بكر، مفيد مشعل، غسان العشي ومحمد المزين.
وبينت المنظمة أن الرئيس الأمريكي الذي شارفت ولايته على الانتهاء يعطيه الدستور الأمريكي صلاحيات مطلقة في إصدار عفو رئاسي عن متهمين ومدانين، وقد قام بالفعل مؤخرا بإصدار قرارات عفو أثارت انتقادات واسعه حيث استفاد منها متهمون بالقتل، الإضرار بالأمن القومي والاختلاس والتهرب الضريبي.
عاملين في الحقل الخيري
وأضافت المنظمة أن الفلسطينيين الأربعة هم أعضاء في جمعية خيرية تدعى الأرض المقدسة (Holy Land Foundation) تقدم الدعم للفقراء والأيتام في فلسطين أغلقتها السلطات الأمريكية وصادرت موجوداتها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
وأشارت المنظمة أنه في نهاية شهر يوليو/تموز عام 2004 وجه الادعاء العام للأربعة تهما تتعلق بدعم تنظيم إرهابي، وفي أغسطس/آب 2007 افتتحت جلسات المحاكمة والتي استمرت شهرين حيث أعلن القاضي في أكتوبر/تشرين الأول “فشل القضية” بعد أن وصلت هيئة المحلفين الى طريق مسدود.
فتح القضية مجددا
إلّا أنّ إصرار الحكومة الإسرائيلية بالتعاون مع متنفذين من الإدارة الأمريكية، أعادت فتح القضيّة وفق معايير تضمن إدانتهم، حيث تم تغير القاضي وهيئة المحلّفين، وقامت هيئة الادعاء بتقديم وثائق حصلت عليها من الاستخبارات الإسرائيلية، وبعد جلسات استمرت ستة أسابيع شهدت انحرافا فاضحا عن معايير المحاكمة العادلة أدانت هيئة المحلفين الأربعة في تشرين الثاني /نوفمبر 2008.
وفي أيار /مايو 2009 أصدر القاضي جورج سولس في محكمة في ولاية تكساس أحكاما على شكري أبو بكر يبلغ من العمر حينها – 50 عاما – بالسجن 65 عاما، وعلى محمد المزين – 55 عاما – بالسجن 15 عاما، مفيد مشعل – 49 عاما – بالسجن 20 عاما، غسان العشي – 55 عاما – بالسجن 65 عاما وعيد الرحمن عودة (أفرج عنه مؤخراً بعد انقضاء مدة محكوميته) – 49 عاما – بالسجن 15 عاما (أعمارهم -تاريخ الحكم).
وأكدت المنظمة أن الفلسطينيين الأربعة على خلاف من أصدر عنهم ترامب العفو الرئاسي لم يرتكبوا أي جريمة تمس الأمن القومي الأمريكي ولم يتسببوا بأي أذى جسدي لأحد، وأنهم ضحية لحالة العداء التي نشأت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حيث وجهت الاتهامات للعديد من العرب والمسلمين بشكل جزافي.
هل تكون بادرة حسن نية
وتساءلت المنظمة هل يقدم ترامب على مثل هذه الخطوة كبادرة حسن نية تجاه الشعب الفلسطيني الذي تأذى بشكل كبير من قراراته الأخيرة التي استهدفت بشكل غير مسبوق تصفية القضية كان أخطرها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقطع كافة أشكال الدعم عن وكالة الأونروا التي تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين.
ودعت المنظمة كافة المناصرين للقضية الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية في أمريكا وخارجها إلى السعي الجاد لدى الرئيس الأمريكي من أجل إصدار هذا العفو الرئاسي فهو الوسيلة الوحيدة لرفع الظلم الذي لحق المعتقلين الأربعة وعائلاتهم.