آثار التعذيب والتمثيل بالجثث تظهر وحشية هذه الميليشيات
الحكومة العراقية تتحمل المسؤولية الكاملة عن جرائم هذه الميليشيات
يجب تشكيل لجنة تحقيق دولية في هذه الجريمة وغيرها من الجرائم وتقديم المسؤولين عنها للمحاسبة
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن جرائم الميليشيات الطائفية في العراق مازالت تتكشف يوما بعد يوم، حيث تم العثور على جثث مجهولة الهوية في منطقة جرف الصخر في بابل وسط العراق، جنوب بغداد، والتي يسيطر عليها ميليشيات تابعة لإيران تُعرف باسم “كتائب حزب الله”، لتؤكد تلك الجريمة على وجود سجون سرية تابعة لتلك الميليشيات قد يكون محتجزا بداخلها آلاف من المعتقلين السُنة.
وأوضحت المنظمة أنه صباح الاثنين 12 أغسطس/آب الجاري تم العثور على 31 جثة لأشخاص مجهولي الهوية بينهم نساء وأطفال، كانت في حالة مزرية، ونقلت وسائل إعلام عراقية عن شهود عيان أن بعض الجثث وُجدت داخل صناديق فاكهة بعد تقطيعها، وأضافت أن الجثث تم نقلها من بابل إلى كربلاء بعد أن تبرع أحد الأشخاص بالتكفل بعملية تغسيل ودفن الجثامين بعد رفض إدارة محافظة بابل تسلمها.
وأضافت المنظمة أن الجثث التي عثر عليها يُرجح أنها لنازحين سُنة من أبناء محافظات مختلفة، تم اختطافهم وتعذيبهم وقتلهم بدم بارد ثم رميهم على قارعة الطريق أو دفنهم دون الرجوع إلى ذويهم، وبفحص تلك الجثث تبين قتل بعضهم رمياً بالرصاص وآخرين تم ذبحهم، كما كانت هناك جثث مقطعة الأوصال بين الجثث المُشار إليها.
ولفتت المنظمة أنه سبق وعُثر على جثث 51 شخصاً في ذات المنطقة، وعليهم ذات الآثار من الضرب والتعذيب، كما تم التمثيل بتلك الجثث أيضاً، حيث تسيطر ميليشيات حزب الله على المنطقة منذ مطلع العام 2015، حيث قامت بتهجير أبنائها من السُنة ورفضت السماح لهم بالعودة مرة أخرى، وقامت ببناء سجون سرية وتحويها إلى ساحة نفوذ إيراني ومستودع كبير لأسلحة إيرانية.
وأشارت المنظمة أن أكثر من 8000 شخصاً من السُنة من أبناء محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وشمال بابل ومناطق أخرى، فقد أثرهم بعد اختطافهم على يد مليشيات الحشد الشعبي بعد سيطرتها على بعض مناطق العراق منذ 2014.
وحملت المنظمة الحكومة العراقية مسؤولية ما يُرتكب من جرائم على أيدي الميليشيات الطائفية أبرزها كتائب حزب الله وميليشيا الحشد الشعبي، حيث تلتزم السلطات الصمت حيال كافة تلك الجرائم وترفض اتخاذ أي مواقف جادة أو حاسمة منها.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي وصناع القرار في العالم بالتدخل العاجل لوقف جرائم الميليشيات الطائفية ضد العراقيين، وتشكيل لجنة دولية للتحقيق في كافة الانتهاكات والجرائم المرتكبة والعمل بشكل عاجل على إجلاء مصير المفقودين قبل أن يلاقوا ذات المصير.