المعتقلون محرومون من الزيارة منذ فترة جاوزت الثمانية أشهر، ويتعرضون للتجويع والحرمان من العلاج
قوات الأمن اعتدت على المعتقلين بالهراوات والغاز المسيل للدموع
في انتهاك جديد يُضاف لسجل أجهزة الأمن المصرية ضد المعتقلين في مقار الاحتجاز المصرية وذويهم، قامت قوات الأمن المصرية بالاعتداء على أهالي المعتقلين في سجن طرة شديد الحراسة 2 الأربعاء 24 يوليو/تموز الجاري أثناء تواجدهم خارج السجن انتظاراً للسماح لهم بزيارة ذويهم.
وفي إفادتها للمنظمة قالت زوجة أحد المعتقلين أنه “قمنا بالتجمع في ساعات الصباح الأولى أمام مقر السجن آملين أن تسمح لنا إدارة السجن بزيارة ذوينا بعد أن استوفينا كافة الإجراءات القانونية وحصلنا على تصاريح زيارة خاصة ومعتمدة من النيابة العامة، وأتت زيارتنا تلك بعد فترة منع عن الزيارة استمرت منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أي لأكثر من 8 أشهر لأغلب المعتقلين، وبعد الانتظار لساعات طويلة في الحر والشمس، طلب منا الأمن تصاريح الزيارة ثم قام بتمزيقها قبل أن يطلب منا المغادرة، ومع بكاء أمهات المعتقلين وزوجاتهم وأطفالهم وتوسلاتهم قام الضباط باستدعاء قوات مكافحة الشغب والذين قاموا بالاعتداء علينا بوحشية، واعتقلوا 5 سيدات”.
في إفادة أخرى لأم أحد المعتقلين قالت “حضرت مع عدد من أسر المعتقلين بعد سفر طويل لأكثر من ثمان ساعات أمام السجن صباح الأربعاء 24 يوليو/تموز 2019 لنتمكن من الاطمئنان على ذوينا قبل نقلهم إلى المحكمة، حيث أن الزيارة ممنوعة كليا ولم نستطع الحصول على تصاريح للزيارة، ولا سبيل أمامنا للاطمئنان على ذوينا سوى تلك اللحظات التي نستطيع فيها سماع أصواتهم من داخل سيارات الترحيلات أثناء نقلهم للجلسات، إلا أننا فوجئنا أن إدارة السجن لم تنقل جميع المعتقلين للمحكمة، وأخبرنا المحامون وبعض الأسر الذين تمكنوا من دخول الجلسة أن المعتقلين الذين نُقلوا إلى المحكمة كانوا في حالة يرثى لها، حيث كانوا عاجزين عن الحركة.
وأخبر المعتقلون المحامون أن إدارة السجن قامت بالاعتداء عليهم داخل زنازينهم باستخدام قنابل الغاز، والضرب بالهراوات، وإطلاق الرصاص في الهواء لإرهابهم، كما قامت بنقل عدد كبير منهم إلى زنازين التأديب في سجن طرة شديد الحراسة 1 (العقرب)”.
وأضافت زوجة أحد المعتقلين والتي تمكنت من حضور الجلسة “لم يُسمح لنا بالحديث مع ذوينا، تم تقييدهم من أيديهم وأرجلهم داخل القفص بالإضافة إلى عدم السماح لهم بالتحدث إلى القاضي، فضلاً عن التدليس الذي حدث من قبل إدارة السجن داخل المحكمة، حيث قام القاضي باستدعاء طبيب السجن لسؤاله عن سبب تغيب بقية المعتقلين فأخبره أنهم امتنعوا عن الحضور لأسباب صحية، والحقيقة أن إدارة السجن هي من رفضت إحضارهم للمحكمة بسبب تدهور حالتهم الصحية نتيجة الاعتداء عليهم، علما بأن المعتقلين دخلوا إضرابا عن الطعام منذ 18 يونيو/حزيران الماضي”.
وفي إفادة أخرى لشقيقة أحد المعتقلين قالت “الأوضاع داخل السجن مزرية للغاية، يتمنى أبناؤنا الموت الآن كي يُرحموا من العذاب الذي يلاقونه داخل السجن.
منذ شهور والزيارة ممنوعة عنهم، فضلاً عن ظروف الاحتجاز السيئة والغير آدمية، حيث الزنازين الضيقة رديئة التهوية، بالإضافة إلى منعهم من التريض، مع الإغلاق الدائم للكانتين (مكان خاص داخل السجن لشراء الطعام على نفقة المعتقلين)، ورفض إدخال الأدوية والأطعمة، وكذلك رفض إيداع أي مبالغ مالية لهم في الأمانات، مع الاستيلاء على المبالغ المودعة سابقا، ما حال دون تمكن المعتقلين من شراء أدوات لنظافة الزنازين أو النظافة الشخصية، وهو الأمر الذي أدى لانتشار الحشرات والأمراض الجلدية بين المعتقلين”.
إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تؤكد أن ما يتم بحق المعتقلين داخل سجن طرة شديد الحراسة 2 هو نهج متبع في كافة السجون المصرية، بهدف كسر إرادة المعتقلين ومضاعفة معاناتهم، لتتحول مقار الاحتجاز إلى مقاصل لإعدام المعتقلين بالبطيء.
إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تطالب الأمين العام للأمم المتحدة والمقرر الخاص المعني بالاعتقال التعسفي ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الانتهاكات التي تتم بحق المعتقلين المصريين داخل مقار احتجازهم الغير آدمية.