الاحتلال يسعى لإنجاز ما بدأه عام 1948 من عمليات تهجير وتطهير
تيار عربي بقيادة السعودية يشجع الاحتلال على المضي قدما في سياساته التنكيلية ضد الفلسطينيين
لا بد من إجراءات دولية وقضائية لردع الاحتلال ومحاسبة قادته
في أكبر عملية هدم جماعية منذ عام 1967 وفِي جنح الظلام نفذت قوات الاحتلال أكبر عملية هدم جماعي لمنازل الفلسطينيين في القدس المحتلة طالت 16 بناية سكنية تضم أكثر من 100 شقة وشردت ساكنيها بمن فيهم من نساء وأطفال .
عملية الهدم تمت فجر اليوم بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة ترافقهم البلدوزرات والجرافات وخبراء المتفجرات حي وادي الحمص في قرية صور باهر جنوب القدس المحتلة حيث قامت قوات الاحتلال بإخلاء البنايات المستهدفة والاعتداء على النساء والرجال والأطفال في مشهد يذكر بالنكبة عام 1948م عندما قامت عصابات الاحتلال بتهجير السكان في عملية تطهير منهجية على أسس دينية وعرقية.
إن وصف عملية الهدم بالتطهير العرقي ليس من قبيل المبالغة ففي كل الدول وفِي الظروف العادية اذا وجدت بنايات مخالفة بأي صورة فلا يمكن هدمها لأن الضرر الذي سيخلفه الهدم أكبر بكثير من المخالفات فتلجأ السلطات في مثل هذه الظروف إلى تسوية المخالفات لكن الاحتلال وبناء على منهج يهدف لإفراغ القدس من سكانها العرب يلجأ الى الخيار البربري وهو الهدم وفِي المقابل يقوم ببناء الوحدات السكنية للمستوطنين ولا يجرؤ على هدم أي وحدة بنيت بشكل مخالف.
بالتأكيد الاحتلال لا يملك سلطة التخطيط والتنظيم فهذه أراض محتلة يملكها الفلسطينيين ولديهم هيئات مختصة تقوم بمهمة التنظيم وتسوية المخالفات المزعومة، لكن الاحتلال لا يكترث بأزمة السكن الخانقة في القدس للسكان العرب بل هو معني بزيادتها عبر أوامر عسكرية وقرارات تمنع حتى ترميم الشقق الآيلة للسقوط في حين يقوم بتوسيع الاستيطان.
أهداف الاحتلال في القدس لم تعد خافية على أحد حكومة الاحتلال تنفذ مخططاتها في القدس بدعم من الإدارة الأمريكية في ظل سبات عميق تغط به جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وقوى دولية تتعامى عن جرائم الاحتلال.
والأخطر وجود تيار عربي تقوده السعودية والإمارات والبحرين أصبح أكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم قلب الحقائق وجعل من الفلسطيني الجلاد ومن المحتل صاحب الحق في الأرض وله حرية التصرف كما يشاء في الأرض والبشر.
إن ما يقوم به الاحتلال من عمليات هدم للمنازل وتشريد السكان يأتي في إطار خطة منهجيه لإفراغ الأرض من سكانها لاستكمال الجريمة التي بدأت منذ عام 1948.
إن الفلسطينيون يسابقون الزمن في الحفاظ على وجودهم في ظل هجمة خطرة يقودها القريب قبل البعيد تحتاج إلى تظافر كافة الجهود القانونية والقضائية والشعبية لردع الاحتلال ومن يقف خلفة.
إن المنظمة العربية لحقوق الانسان في بريطانيا تدعو السلطة الفلسطينية الى تصعيد تحركاتها باتجاه المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة مرتكبي هذه الجرائم كما يجب الضغط من أجل عقد جلسه استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرار متحدون من أجل السلام لاتخاذ تدابير حماية الشعب الفلسطيني وعقابية ضد قادة الاحتلال.
إن المنظمة العربية لحقوق الانسان في بريطانيا تدعو المجتمع الدولي الإنساني إلى التحرك من أجل دعم الشعب الفلسطيني بكافة الوسائل فالصمت على جرائم الاحتلال يشجعه على المضي قدما في سياساته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.