نزوح نحو 270 ألفاً خلال الشهر الجاري، تدمير عدد من الأسواق و22 مستشفى ومئات المنازل والمباني الحيوية
مقتل نحو 303 شخصاً بينهم 72 طفلاً و63 امرأة، وإصابة المئات في هجمات القوات السورية-الروسية على إدلب منذ 25 أبريل/نيسان الماضي
النظام السعودي يسخر مقدرات منظمات إقليمية لدعم حروبه وتجاهل القضايا العربية الأساسية
أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا الصمت الدولي المشين تجاه جرائم النظام السوري وحلفائه بحق المدنيين في مناطق خفض التصعيد بمحافظة إدلب (شمال غرب سوريا) والمستمرة منذ أكثر من شهر حتى الآن والتي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات وتدمير عشرات المنازل والمباني الحيوية.
وبينت المنظمة أن القوات السورية-الروسية تشن منذ 25 أبريل/نيسان الماضي غارات برية وجوية بالطائرات والصواريخ المحملين بالبراميل المتفجرة والغازات السامة ضد المناطق الحيوية والمخيمات في مناطق ومدن محافظة إدلب ما أسفر عن مقتل نحو 303 شخصاً بينهم 72 طفلاً و63 امرأة، وإصابة المئات، نزوح نحو 270 ألفاً خلال الشهر الجاري، مع تدمير عدد من الأسواق و22 مستشفى وغيرها من المباني الحيوية.
وذكرت المنظمة أن استمرار التصعيد ضد ريف إدلب أجبر أكثر من 12 منظمة إغاثية على تعليق أنشطتها في تقديم المساعدات الإنسانية في المنطقة لأجل غير مسمى بسبب صعوبة الوصول إليها وبسبب الخطر الذي يشكله التواجد هناك.
وأشارت المنظمة أن المنطقة التي تم استهدافها من قبل القوات السورية والروسية تعد ضمن منطقة خفض التصعيد المتفق عليها دولياً، فيما يعد خرقاً للمعاهدات الدولية، ورسالة واضحة من النظام السوري تفيد استمراره في ارتكاب مزيد من الجرائم ضد المدنيين في إدلب والتي يقطنها 3 ملايين مواطنا بينهم مليون طفل.
أمام هذا الكم الهائل من الضحايا والخسائر المادية لم يحرك النظامين العربي والإسلامي أي ساكن، بل قامت المملكة العربية السعودية بالدعوة إلى ثلاث قمم طائرة بسبب الاعتداء على حاملات نفط وأنابيب نفط لم توقع أي خسائر بشرية.
كان من الواجب والدم السوري ينزف عند الدعوة إلى هذه القمم أن يكون أحد موضوعاتها الرئيسة هو عمليات القتل التي ترتكبها القوات السورية والروسية والمليشيات التابعة لها ضد المدنيين في إدلب لكن النظام السعودي أبى إلا أن يسخر جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ومجلس التعاون الخليجي لدعم حروبه في المنطقة وأجنداته السياسية التي فرطت بكل القيم والمبادئ.
إن الموقف العربي والإسلامي الرسمي الهزيل وصمت المجتمع الدولي أمام فداحة جرائم النظام السوري والروسي والميليشيات التابعة لهم شجعه وحلفاءه على المضي قدما في عمليات القتل والتهجير.
إن من واجب المجتمع الإنساني أن يضغط على الدول والحكومات لتتخذ موقفا من هذه الجرائم وأن تعمل بشكل فوري لوقف المذابح التي يرتكبها النظام السوري-الروسي.