قوى عربية وأجنبية وميليشيات ساهمت في ارتكاب الجرائم المختلفة لإجهاض الثورة السورية
بشار الأسد طوال ثمان سنوات ارتكب أخطر الجرائم وأفظعها ولا زال مفلتاً من العدالة
إنصاف الضحايا الذين سقطوا طوال فترة الثمان سنوات يتطلب تشكيل محكمة دولية خاصة لمحاسبة مرتكبي الجرائم الخطيرة
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أنه بعد مرور ثمان سنوات على الثورة السورية، مازال المجتمع الدولي على موقفه المتخاذل تجاه الشعب السوري الذي ثار للحصول على مطالب مشروعة، وظلت المواقف السلبية والمتراخية والنفعية هي ما تتصدر المشهد وتتحكم في مصير الشعب السوري.
وأضافت المنظمة أن الشعب السوري الذي ثار وخرج بصورة سلمية في 2011 محتجاً على قمع نظام الأسد مطالبا بحقه في الكرامة والحرية، قوبل بتآمر عالمي من قوى عربية وأجنبية سعت جميعها لحصد مكاسب مادية وسياسية رخيصة على حساب الشعب السوري، بينما قامت القوات الروسية والإيرانية بتقديم كل الدعم للنظام السوري ومشاركته في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق المواطنين الأبرياء، بالإضافة إلى تمهيد الطريق لعسكرة الثورة لاستخدام شماعة مكافحة الإرهاب لسحق نساء وأطفال وشيوخ وتدمير البنية التحية لمدن وقرى ومحافظات سوريا.
وأوضحت المنظمة أن الغارات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، أسفرت هي الأخرى عن سقوط عدد كبير من المدنيين ورفعت من مستوى الخسائر البشرية والمادية للشعب السوري وضاعفت من معاناة السوريين.
وذكرت المنظمة أنه منذ بداية الثورة في 15 مارس/آذار 2011 وحتى الآن وصلت الخسائر البشرية والمادية مبلغا جسيما تحتاج إلى لجنة دولية متخصصة تمتلك الأدوات اللازمة لتقديرها بشكل دقيق فكل الأرقام المتداولة لا تعبر عن حجم الكارثة.
وبينت المنظمة أن قوى اقليمية ودولية تدخلت في الشأن السوري تحت غطاء حل الأزمة ساهمت في إجهاض الثورة السورية ولم تقدم سوى الخراب والدمار لسوريا وللشعب السوري، وتسببت في إطالة أمد الصراع وتعميقه خدمةً لأجندات معادية لطموح الشعب السوري في تقرير مصيره.
ولفتت المنظمة إلى أن النظام السوري وداعميه على مدار ثمان سنوات استخدموا الأسلحة الكيماوية والمحرمة دوليا، واستخدموا الأسلحة الأكثر فتكا والأقل دقة في مواجهة المدنيين، ومارسوا العديد من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، ورغم بشاعة تلك الجرائم، لا زال الأسد حراً طليقاً مفلتاً من العدالة.
وأشارت المنظمة إلى أن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين حول العالم جراء الصراع يتعرضون لصعوبات وأزمات متكررة في ظل تخاذل الموقف الدولي بحقهم ومواصلة بعض الدول المضيفة دفعهم إلى العودة إلى سوريا وعرقلة معيشتهم بصورة طبيعية عن طريق وضع العديد من العوائق الإدارية والقانونية الصعبة أمامهم.
وأكدت المنظمة أنه لا سبيل لإنصاف الضحايا الذين سقطوا طوال فترة الثماني سنوات إلا بتشكيل محكمة دولية خاصة لمحاسبة مرتكبي تلك الجرائم التي ارتكبت ولا زالت تُرتكب بحق الشعب السوري، ومحاسبة المسؤوليين عنها.
وطالبت المنظمة المجتمع الدولي وصناع القرار في العالم وحكومات الدول المختلفة إلى التحرك بشكل جاد في اتجاه وقف كافة أنواع الهجمات العشوائية التي تستهدف المدنيين، ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري، وانفاذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف الصراع المسلح في سوريا.