الاختفاء القسري للشابين يؤكد أننا أمام دولة عصابات
السلطات المصرية أبلغت الخارجية الألمانية باحتجازها الشابين واتهامها بممارسة الإرهاب
الاختفاء القسري منهج تستخدمه السلطات لفبركة اتهامات للمحتجزين
على الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي العمل بشكل سريع لإطلاق سراح الشابين
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن السلطات المصرية عرضت شابين يحملان الجنسية الألمانية للاختفاء القسري هما عيسى الصباغ (18عاماً) ومحمود عبد العزيز (23 عاماً) أثناء زيارتهما لمصر في أوقات مختلفة من الشهر الماضي دون تمكينهما من التواصل مع أسرهما بعد اقتيادهما إلى مكان مجهول حتى الآن.
وأوضحت المنظمة أن عيسى محمد عبد الغني إبراهيم الصباغ تعرض للاحتجاز فور وصوله إلى مصر في 17 ديسمبر/كانون الأول 2018، وفي إفادتها للمنظمة قالت أسرته أنه “بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2018 وصل عيسى إلى مطار الأقصر قادما من ألمانيا، ثم انقطع التواصل بيننا وبينه منذ وصول الطائرة للأقصر، حاولنا الاتصال به وإرسال رسائل عبر تطبيق “واتساب” إلا أننا لم نتلق أي رد منه.
قام عمه بإرسال العديد من التلغرافات للجهات المعنية في مصر مطالباً بإجلاء مصيره إلا أننا لم نتلق أي إجابة حتى تاريخ 10 يناير/كانون الثاني 2019 حيث تلقينا اتصالاً من وزارة الخارجية المصرية أخبرتنا أن عيسى محتجز للاشتباه به بارتكاب بعض التهم المتعلقة بالإرهاب، إلا أنها لم تفصح عن طبيعة تلك التهم أو أي تفاصيل حولها، كما لم تعلن عن مكان احتجازه، وحتى الآن لا زال مكان وأسباب اعتقال عيسى مجهولة لدينا”.
وأضافت المنظمة أن السلطات المصرية كذلك قامت بتوقيف الشقيقين مالك ومحمود عبد العزيز، وكلاهما يحمل الجنسية الألمانية فور وصولهما لمصر قادمين من المملكة العربية السعودية في 27 ديسمبر/كانون الأول 2018، وتم احتجازهما لمدة 24 ساعة قبل أن يتم إطلاق سراح مالك والإبقاء على محمود محتجزا في مكان مجهول حتى الآن.
وأكدت المنظمة أن تفشي وباء الاختفاء القسري في مصر وانهيار منظومة العدالة وعجز القضاء عن التصدي لهذا الانتهاك الجسيم يؤكد أننا أمام دولة عصابات تحتجز أبرياء دون تهمة خارج نطاق القضاء وتعرضهم للتعذيب البدني والنفسي لفبركة اتهامات لهم وإجبارهم على الاعتراف بتهم وجرائم لم يرتكبوها.
ودعت المنظمة الخارجية الألمانية والسفارة الألمانية في القاهرة والاتحاد الأوروبي التدخل للضغط على السلطات المصرية لإجلاء مصير الشابين محمود وعيسى والعمل على إطلاق سراحهما على الفور.
وطالبت المنظمة الأمين العام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي التصدي لتفشي وباء الاختفاء القسري في مصر والعمل على إجلاء مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن تلك الجريمة.