استمرار اقتحام المسجد الأقصى من قبل مستوطنين ومسؤولين إسرائيليين والسفير الأمريكي
الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سياسة العقاب الجماعي في التعامل مع المواطنين الفلسطينيين
قوات أمن السلطة الفلسطينية تعتدي على مسيرات سلمية وتعتقل المشاركين فيها
دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا المجتمع الدولي وصناع القرار في العالم للتدخل العاجل لوقف حملة الانتهاكات المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة.
كما طالبت المنظمة المحكمة الجنائية الدولية بضرورة فتح تحقيق رسمي في كل الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل في الأراضي المحتلة وعلى رأسها التصفيات الجسدية والاستيطان والاعتداء على المقدسات.
وذكرت المنظمة أن قوات الاحتلال قامت بقتل فلسطينيين الأسبوع الجاري، رغم إمكانية اعتقالهما دون الحاجة لقتلهما، حيث قُتل فجر الخميس 13 ديسمبر/كانون الأول الشاب محمد جمال مطير في أحد شوارع البلدة القديمة بالقدس حيث أطلقت عليه قوات الاحتلال حوالي 12 رصاصة وتركته ينزف لنحو 40 دقيقة قبل أن يفارق الحياة، ومنعت القوات الصحفيين وسيارات الإسعاف من الاقتراب من المنطقة التي تم فرض حصار عسكري في محيطها، كما قتلت قوات الاحتلال المواطن حمدان العارضة (60 عاماً) مساء الخميس 13 ديسمبر/كانون الأول عند مدخل البيرة الشمالي بعد إطلاق الرصاص عليه.
وأضافت المنظمة أن قوات الاحتلال بدأت حصارا على جميع مداخل ومخارج محافظتي رام الله والبيرة بالحواجز العسكرية منذ الخميس 13ديسمبر/كانون الأول الجاري وحتى الآن بحجة البحث عن بعض المطلوبين وتبع هذا الحصار اعتداءات متكررة على المواطنين الفلسطينيين بإطلاق الرصاص العشوائي وقنابل الغاز المسيل للدموع، مع اعتقال عشرات المواطنين من رام الله والبيرة، بالإضافة إلى استهداف سيارات الإسعاف ومنعها من الوصول إلى المصابين، كما قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بإصدار قرارات بهدم منازل عائلات بعض المواطنين الفلسطينيين المشتبه فيهم بتنفيذ عمليات طعن ودهس ضد المستوطنين الإسرائيليين في غضون 48 ساعة، وبالفعل بدأت جرافات قوات الاحتلال في الساعات الأولى من صباح السبت 15 ديسمبر/كانون الأول 2018 في هدم منزل عائلة الأسير الفلسطيني إسلام يوسف أبو حميد والكائن بمخيم الأمعري في البيرة.
ولفتت المنظمة أن حصار واقتحام رام الله من قبل قوات الاحتلال سبقه اقتحام لمدينة حلحول في الخليل الأحد 09 ديسمبر/كانون الأول، وللمنطقة الشرقية في نابلس الاثنين 10 ديسمبر/كانون الأول لتأمين دخول مئات المستوطنين لـ مقام يوسف (أحد المقدسات الإسلامية التابعة للأوقاف الفلسطينية)، احتفالاَ بعيد الأنوار اليهودي، ورداً على ذلك اندلعت العديد من المظاهرات الاحتجاجية في مناطق الضفة الغربية والتي تم الاعتداء عليها من قبل قوات الاحتلال بالرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع ما أسفر عن إصابة العشرات، إضافة إلى شن حملة اعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين.
وأشارت المنظمة أن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وساحاته لإقامة شعائر تلمودية تصاعدت منذ 02 ديسمبر/كانون الأول، شارك فيها بعض المسؤولين والدبلوماسيين على رأسهم رئيس الحكومة الإسرائيلية والسفير الأمريكي وقد صحبت تلك الاقتحامات إلصاق بعض التمائم اليهودية على جدران المسجد، مع رفع أعلام الهيكل وإقامة بعض الفعاليات باستخدام مكبرات صوت ومزامير، وفي المقابل تم التضييق على المسلمين أثناء ممارسة شعائرهم واحتجاز هوياتهم الشخصية عند دخولهم إلى المسجد الأقصى.
وأكدت المنظمة أن ممارسات قوات الاحتلال وتصعيد الانتهاكات المستمر بحق المواطنين الفلسطينيين هي ممارسات استفزازية تعمق الكراهية وتؤجج حرب دينية في المنطقة، كما أن تلك الممارسات تأتي في إطار توسيع سياسة قوات الاحتلال المتعلقة بتهويد القدس والتي قد تنتهي بهدم الأقصى وبناء الهيكل.
من جهة أخرى قامت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بالاعتداء على مسيرات سلمية خرجت بعد صلاة الجمعة في مدينتي الخليل ونابلس، حيث اعترضت الأجهزة الأمنية طريق تلك المسيرات وقاموا بالاعتداء على المشاركين فيها بالضرب والركل، وإطلاق الرصاص الحي بصورة عشوائية مع قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المسيرات، ومصادرة مكبرات الصوت ومواد إعلامية، كما قام جهاز الأمن الوقائي باعتقال عدداً من المشاركين في المسيرات ولم يتم تحديد هوياتهم بعد.