ما زال فايروس كورونا يهدد صحة وحياة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بينما تمارس سلطات الاحتلال الإهمال الطبي في حقهم.
وفي هذا السياق؛ حذر الأسرى الفلسطينيون من “خطر شديد” يداهمهم، بسبب انتشار فيروس كورونا.
وقالوا في بيان، إن “اكتشاف حالات جديدة مصابة بفيروس كورونا في سجن ريمون/قسم 4، ينذر بخطر شديد يحيط بالأسرى حذرنا منه مرارا وتكرارا”.
وحمّل الأسرى حكومة الاحتلال ووزير أمنها الداخلي أمير أوحنا، المسؤولية الكاملة عن تعرض حياة الأسرى للخطر نتيجة إصراره على استثناء الأسرى الأمنيين من اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
وأضاف البيان أن “قرار عدم تطعيم الأسرى مخالف للأعراف والمواثيق الدولية”، داعياً “المؤسسات الدولية ذات الاختصاص للوقوف عند مسؤولياتها تجاه تلك المخالفات والجرائم التي يقترفها الاحتلال”.
من جهته؛ قال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق بهيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية) إن “هناك حالة من التوتر تسود سجن ريمون، عقب تدهور الحالة الصحية للأسير باسل مخلوف عجاج (45 عاما) المصاب بفيروس كورونا والذي تم نقله إلى إحدى مستشفيات الاحتلال”.
وأضاف فروانة في تصريحات إعلامية، أن “أوضاع الأسرى في السجون غاية في الخطورة في ظل انتشار كورونا وعدم تلقيهم اللقاح حتى اللحظة، وعدم وجود الاحتياجات الصحية اللازمة”.
وفي 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أصدر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أمير أوحنا، بيانا وجه فيه مصلحة السجون بتطعيم الطواقم العاملة في السجون فقط، وعدم تطعيم الأسرى الأمنيين دون تصريح، وفق صحيفة “هآرتس”.
وكانت إدارة سجن “ريمون” الإسرائيلي، قد أغلقت الثلاثاء المعتقل بالكامل بعد الإعلان عن تسجيل إصابة أسير بفيروس كورونا.
وبلغ عدد إصابات “كورونا” بين الأسرى منذ بداية انتشار الوباء، 191 إصابة، كان معظمها في سجن جلبوع خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2020، مؤكدة أن العدد مرشح للازدياد في ظل الإهمال الطبي الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية على الأسرى.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قد أكدت مؤخراً أن قرار وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال “أمير أوحانا” باستثناء الأسرى الفلسطينيين من حملة التطعيم ضد فيروس كورونا “قرار عنصري يهدد حياة آلاف الأسرى”.
وأوضحت المنظمة في بيان لها، أن قرار استثناء الأسرى الفلسطينيين من حملة التطعيم يحمل في طياته نية إلحاق الأذى بهم، في ظل الإهمال الطبي الممنهج الذي تمارسه إدارة السجون منذ بداية جائحة كورونا، حيث لم تتخذ الإدارة أي إجراءات لعلاج أو عزل الأسرى المصابين، وهو ما يشكل انتهاكا جسيما لاتفاقيات جنيف.
وتعتقل “إسرائيل” في سجونها نحو 4400 أسير فلسطيني، بينهم 41 سيدة، وقرابة 170 طفلا، ونحو 380 معتقلا إداريا (دون تهمة)، وفق بيانات فلسطينية رسمية.