اصابة المصور الصحفي محمد تركمان
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي سياسة الانتهاكات الممنهجة ضد الطواقم الصحفية ووسائل الإعلام الفلسطينية والعالمية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لمنعها من نقل الحقيقة التي تبين فظاعة الانتهاكات اليومية التي ترتكبها “إسرائيل” بحق المدنيين.
وفي هذا السياق؛ أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص الحي باتجاه المصور الصحفي محمد تركمان، الخميس، ما أدى إلى إصابته برصاصة في الكتف خلال تغطيته اقتحام قوات الاحتلال أحياء في رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية المحتلة.
ولم تشفع الشارة الصحفية التي كان يرتديها تركمان لدى قوات الاحتلال التي لم تتردد في إطلاق الرصاص عليه.
واستنكرت هيئات مهتمة بالشأن الصحفي، في بيان، إقدام إطلاق قوات الاحتلال النار تجاه المصور تركمان، مؤكدة أن الجنود تعمدوا إصابته رغم ارتدائه شارة الصحافة.
وأدان البيان الانتهاكات الممنهجة ضد الصحفيين الفلسطينيين، “في دليل واضح على الاستخفاف بالقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في زمن الحرب للعام 1949”.
وكانت هيئات إعلامية قد أشارت خلال تقريرها السنوي لعام 2020م، إلى ارتفاع وتيرة الاعتداءات بحق الصحفيين، مبينة أن الانتهاكات بحق الصحافة وصلت لأكثر من 476، منها 84 اعتداءً وإطلاق نار على الصحفيين.
وبين التقرير أن الاستهدافات كانت بشكل مباشر بالرصاص الحي أو المغلف بالمطاط، أو بالضرب والركل بالعصي وأعقاب البنادق وإلحاق الأذى والكسور والرضوض في أنحاء جسدهم والإهانة والمعاملة الحاطة بالكرامة، والإصابة بالاختناق جراء استنشاق الغاز السام وغاز الفلفل، وتعرض معداتهم للتدمير والتحطيم.
وطالب التقرير المؤسسات الدولية التي تعنى بحرية الرأي والتعبير وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين ومؤسسة مراسلون بلا حدود ومقرر حقوق الانسان بالأمم المتحدة، بالتدخل باستمرار في متابعة ما يتعرض له الصحفيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبذل الجهود كافة على المستوى الدولي لضمان ممارسة الضغط على حكومة الاحتلال لوقف جرائمها بحق المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم بشكل عام، وجرائمها بحق الصحفيين على نحو خاص.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان قد دعت مؤخرا إلى “تشكيل محكمة دولية متخصصة في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين لمحاسبة كل أولئك الذين يعتمدون الاعتداء على الصحافة الحرة كمنهج من اجل تغييب الحقيقة والعبث في وعي الجماهير خدمة لمصالحهم وأجنداتهم الشخصية”.
وأكدت المنظمة في بيان، أن مهزلة العدالة التي يعاني منها الصحفيون لن تنتهي إلا إذا توقف نفاق بعض الدول التي تؤمن بمبادئ الصحافة الحرة وتطبقها، في حين أنها تعقد الصفقات وتمد الجسور مع أنظمة لا تؤمن بهذه المبادئ، بل تقمع الصحفيين وتقتلهم.