قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن تعيين ضابط استخبارات إسرائيلي في مكتب زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر كمسؤول عن الواجهة الإعلامية للحزب في مواقع التواصل الاجتماعي، هو اعتداء صارخ على المنظومة القيمية والحقوقية للمجتمع البريطاني.
وأضافت المنظمة أن الضابط المعين هو عساف كابلان، والذي كان قد عمل محللا وضابطا في الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في الفترة بين 2009-2013 حيث نشط في جمع وتحليل المعلومات عن أي فلسطيني مهما كانت صفته.
تاريخ أسود
وأضافت المنظمة أن هذه الوحدة تُعد من أكثر الوحدات انتهاكا للقوانين والمواثيق الدولية إذ يعود عملها إلى فترة ما قبل قيام إسرائيل حيث كانت تعرف ب Shin Mem 2، وكانت وقتها تنشط في جمع المعلومات لصالح العصابات الصهيونية التي ارتكبت المجازر في حق الفلسطينيين، وبعد قيام إسرائيل عملت تحت مسميات مختلفة حتى حرب 1973 حيث أعيد هيكلتها وسُميت بالوحدة 8200، ليستمر عملها -بصورة أشرس- في جمع المعلومات، والتي بسببها اغتيل آلاف الفلسطينيين، كما استخدمت لابتزاز الفلسطينيين من أجل تجنيدهم.
وأشارت المنظمة أنه في سبتمبر/أيلول 2014 نشر 43 ضابطا رسالة تكشف الدور القذر لهذه الوحدة وكيف أن المعلومات التي جمعتها أدت إلى مقتل الآلاف من الأبرياء الفلسطينيين وعلى وجه الخصوص في الحروب التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة، وفي رسالتهم، بيّن هؤلاء الضباط أنه لا يوجد أي قانون يضبط عمل تلك الوحدة، كما لا يتم مراجعة أي عمليات تجسس ما دام الهدف هو المواطن الفلسطيني.
وأكدت المنظمة أن السيرة الذاتية لكابلان وتاريخ الوحدة وحاضرها معروفة للمسؤولين في حزب العمال البريطاني، مما يطرح عديد من الأسئلة حول الأسباب التي دعتهم لتوظيفه رغم المخاطر التي يشكلها على أمن الحزب، فكابلان وأمثاله، ورغم انتهاء عملهم كضباط، لا زالت تربطهم علاقات وثيقة بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
هيمنة اللوبي الصهيوني
وشددت المنظمة على أن هذه القضية لا يمكن التساهل معها وتبقى كافة الخيارات مفتوحة، إذ لا مجال للشك أن كابلان كان على رأس عمله في الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة تحت مسمى عمود السحاب في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 حيث أسفرت الهجمات عن مقتل 162 فلسطينيًا بينهم 42 طفلاً و11 سيدة، وإصابة نحو 1300، وتدمير 200 منزل بصورة كلية، و1500 منزلاً بشكل جزئي، إضافة إلى تضرر عشرات من المرافق العامة.
ودعت المنظمة قيادات حزب العمال وقواعده المختلفة إلى رفض هذا التعيين الذي جلب العار للحزب، فتوجهات الحزب عقب تولي كير ستارمر قيادة الحزب أصبحت مقلقة، إذ تشير لخضوعه التام للّوبي الصهيوني، حيث يستخدم هذا اللوبي معاداة السامية كستار للقضاء على أي مناصر للقضية الفلسطينية داخل الحزب.